العقلية الانتحارية 2
عطفاً على الجزء الأول من المقالة... في ما يلي أمثلة حية على المسلك الانتحاري الذي اتخذته جماعة السلف منذ إعلان نتائج الانتخابات:- «مواطن يتقدم بطعن انتخابي على جميع الدوائر لمشاركة المرأة ومخالفة الشريعة»، 2/6/2008م.
- «النائب هايف: حفل المستشفى ماجن وأظهر الكوادر الطبية بشكل مبتذل»، 3/6/2008م. - «النائب الحويلة: أدوات ضبط تحدد لاحقاً لضبط ظواهر مخالفات الآداب العامة»، 4/6/2008م. - «البذالي يعترف: درَّبت ناصر خليف على قتال الأميركيين»، 5/6/2008م.- «(الظواهر السلبية) تطالب بمعاقبة المسؤولين عن (ستار أكاديمي) والحفل الراقص»، 9/6/2008م.- «هايف يطلب مراقبة ألعاب الفيديو!»، 9/6/2008م.- «(الظواهر الدخيلة) تصوغ ضوابط للحفلات الخاصة»، 9/6/2008م.- «تجميد وزارة الخزانة الأميركية أموال جمعية إحياء التراث، بعد اتهامها بوجود شبهات بدعمها تنظيم القاعدة»، 15/6/2008م. - «النائب هايف المطيري: سنحاسب وزيري الإعلام والأوقاف في حال عدم التعاون مع لجنة استكمال تطبيق الشريعة»، 18/6/2008م.- «نواب يقدمون اقتراحاً بحبس كل من دعا عبر أي وسيلة تعبير، إلى حل مجلس الأمة حلاً غير دستوري، بالحبس مدة لا تتجاوز 5 سنوات أو غرامة 5 آلاف دينار»، 18/6/2008م. - «شن النائب السلفي عبداللطيف العميري هجوماً حاداً على الليبراليين، ووصفهم بأنهم جنود إبليس»، 18/6/2008م. - «نواب يتقدمون باقتراح لعرض برامج دينية، لتهيئة الأجواء لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة»، 19/6/2008م.أما التعرّي التام فكان في ندوة «محاربة الظواهر السلبية واجب شرعي ودستوري وشعبي»، التي نقلتها صحيفة «الآن» الإلكترونية في 18/6/2008م:«هذه الفئة القليلة والنكرة في المجتمع مع الأسف، يريدون أن يعطوا صورة في الصحف ووسائل الإعلام أنهم أكثرية، لكن نحن نقول، إن الشعب الكويتي يمثل أعضاء مجلس الأمة، ولم يعارض اللجنة سوى الثلاثة، إذا استثنينا الأخ الفاضل صالح الملا الذي التبس عليه حقيقة عمل اللجنة، والشعب الكويتي لا يمثله ثلاثة، إنما تمثله الأغلبية، وهؤلاء الثلاثة لا نطعن فيهم، ولكن ندعو لهم بالهداية».«فمن يحارب اللجنة فهو يدعو إلى الظواهر السلبية التي تحاربها اللجنة». «حتى اليهود والنصارى يتفقون مع اللجنة». «إن هذه اللجنة أتت لتحافظ على الهوية الإسلامية والفضيلة وتحارب الرذيلة وتحارب المد الفكري الملحد، الذي بدأ يغزو شريحة كبيرة من الشباب، حتى غيّر بعضهم جنسه من ذكر إلى أنثى». كبيرهم خالد السلطان في الندوة نفسها: «هي لجنة أمر بمعروف ونهي عن منكر، فما المشكلة في ذلك؟» هؤلاء هم ممثلو الإسلام دين التسامح والسلام وسلف أمة محمد الذي وصفه الله «وإنك لعلى خلق عظيم» (القلم - 4)، والذي خاطب الكفّار- وليس بني قومه- «لكم دينكم ولي دين»- (الكافرون- 6)، عاملاً بقوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمَن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين» (النحل- 125).للأسف الشديد خرجت الحركة السلفية السياسية عن خلق ومنهج الدعوة الصحيحين، كما هي حال الجماعات المتأسلمة السياسية كلها، لكنها احتفظت فكرياً بحقوق توزيع مفاتيح الجنة، ومازال أعضاؤها يتعاملون مع أهدافهم السياسية بالقدسية نفسها ويتجهون إليها بالعقلية الانتحارية نفسها!لذا فهم ليسوا في حاجة إلى «جنود إبليس» للقضاء عليهم، فهم جنود عزرائيل على أنفسهم.وآخر دعوانا... «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً، ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بيَّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون» (آل عمران- 118).