ابراهيم الصلال: الفرق المسرحيّة لم تقدّم ما يكفي للنهوض بالمسرح!

نشر في 19-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 19-09-2008 | 00:00
ولد الفنان القدير إبراهيم الصلال عام 1941. عاصر الحركة المسرحية الكويتية منذ نشأتها، فهو يُعد من جيل التأسيس الذي تتلمذ على يد رائد الحركة المسرحية الفنان الراحل زكي طليمات. اشتهر في بداياته الأولى بـ{الأوبريت» الغنائي فقدم «بساط الفقر» و{السندريلا». كذلك عُرف بتجسيد أدوار الجدّ ورب الأسرة التقليدي المحافظ، وشاركه الفنان علي المفيدي في كثير من أعماله.

أعرب الصلال في بداية حديثه لـ «الجريدة» عن إعجابه بجيل الشباب من الفنانين الجدد، داعياً إلى مساعدتهم والأخذ بأيديهم. قال: «هذه سنّة الحياة، أجيال يعقبها أجيال، وكما وجدنا نحن من يمد لنا يد العون والمساعدة، لا بدّ من أن نساعد الشباب ونمدّهم بالنصيحة والمشورة». كذلك أوضح أن بعض الأعمال الدرمية الراهنة يجمع ممثلين من أجيال مختلفة، فإذا كان الممثل الشاب أو الناشئ يفتقر إلى الخبرة والكفاءة فإن العمل الدرامي برمته لن يكون ناجحاً أو مقنعاً.

ضعف الدراما

حول ما يتردد الآن من ضعف الدراما الكويتية وتراجعها، نفى الصلال بشدة تلك المقولات قائلاً: «لا يمكن أن تُقارن الدراما البكر التي قام جيل الرواد بتأسيسها اعتماداً على إمكانات متواضعة ومجهودات شخصية بما يُعرض الآن»، موضحاً أن كثرة الفضائيات أدت إلى زيادة الإنتاج الدرامي، وأصبحت النصوص متشابهة، مما نجم عنها تكرار في الأعمال. لكنه استدرك مشيراً إلى أن الفنانين الكبار استطاعوا التغلب على تلك المشكلة عن طريق الاتجاه نحو الأعمال التراثية. في ما يتعلق بالمسرح، أشار إلى أن عزوف الفنانين عن المسرح وانشغالهم بالدراما أضعفا الاثنين معاً، مؤكداً أن قلة النصوص سبب رئيس في ضعف الدراما العربية عموماً والخليجية خصوصاً.

الفرق المسرحيّة

أما عن الحركة المسرحية الراهنة في الكويت فرأى الصلال أن الفرق المسرحية الأربع لم تقدم ما يكفي للنهوض بالمسرح، وما تقوم به مجهود هزيل يعكس ضعف اهتمام المسؤولين بها. كذلك أبدى أسفه لاقتصار نشاط تلك الفرق على المشاركة في المهرجانات المسرحية الموسمية فحسب، مؤكداً ضرورة تقديم الدعم إلى الفرق المسرحية والناشطين في مجال المسرح. عن المقارنة التي يعقدها بعض الناس بين المسرح والدراما أوضح الصلال أن تأخر المسرح لا يعني بالضرورة تأخر الدراما قائلاً: «نعيش نهضة في ما يتعلق بالمسلسلات والأعمال التلفزيونية، فالدراما الكويتية تعرض الآن في الفضائيات العربية كافة»، لكنه استدرك مشدداً على ضرورة إصلاح حال المسرح وعدم تركه على ما هو عليه.

أرشيف التلفزيون

يحتفظ أرشيف تلفزيون «الكويت» بأعمال مسرحية وغنائية كثيرة للفنان ابراهيم الصلال، من بينها أوبريت «بساط الفقر»، إلى جانب فنانين آخرين من بينهم: عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، ومحمد جابر.

شارك في مهرجانات مسرحية خليجية وعربية عدة، وحصل على جائزة «الدولة التشجيعية» 2006، وجائزة «أفضل ممثل» في مهرجان الكويت المسرحي 1989، ونال عدداً آخر من الجوائز من بلدان عربية وخليجية.

ميول رياضية

كشف الصلال عن ميوله الرياضية، مؤكدا أنه يميل الى تشجيع نادي «الهلال» السعودي ويحمل العضوية الشرفية فيه، وأنه مشجع قديم لنادي «الطائي» ويتابع نتائجه بدقة. زاره واستقبله رئيس النادي فهد الصادر وعدد من أعضاء مجلس الإدارة. حضر الاستقبال عضوا شرف النادي المهندس سعود الصقيه والأستاذ خالد اليحيا, حيث منح الصلال العضوية الشرفية لنادي «الطائي» ودرعه التذكارية.

الدراما والإنتاج

مشوار الصلال طويل مع الدراما، وما زال يمتعنا بأدواره المختلفة والمتميزة، ورغم التنوع والثراء الفني في أعماله، الا انه لم يفكر أبدا في خوض معترك الإنتاج، مثل كثير من الفنانين القدامى، بل لم يتخيل نفسه منتجاً في يوم من الأيام. أشاد الصلال بزملائه من الفنانين المنتجين، موضحاً أن الإنتاج لا يشوبه أي عيب، إلا أن لكل فنان ميوله وأهواءه.

الأعمال الدينيّة

عبّر الصلال عن حبه وإعجابه بالأعمال الدرامية الدينية وقال: «تعيدنا إلى زمن الفن الجميل والأمجاد الإسلامية، لأنها تحمل العبر والعظات والدروس المستفادة». أرجع سبب قلّتها إلى ندرة الكتاب المحترفين وأشار إلى أن ما يميزها أنها قريبة من الجميع كباراً وصغاراً، وتقدم المعلومة التاريخية المفيدة لأولئك الذين لم يقرأوا كثيراً في التاريخ. عن معوقاتها، ألمح الصلال إلى أن المشكلة الكبرى تتمثل في التكلفة الإنتاجية العالية، وأخرى تتعلق بالرقابة ورفضها بعض تلك الأعمال، فالمنتج يخشى الخسارة ولن يغامر في إنتاج عمل مكلف تواجهه الرقابة بالإيقاف أو المنع. للسعي إلى حل تلك المعضلة، يقترح أن تتولى الحكومات إنتاج مثل تلك الأعمال، كي تجنب المنتجين والشركات الصغيرة الوقوع في خسائر مادية فادحة.

أعماله الرمضانيّة

يطل علينا الصلال خلال رمضان في ثلاثة أعمال تراثية ضخمة، الأول «ظل الياسمين» للكاتبة وداد الكواري، بمشاركة عدد من نجوم الخليج من بينهم: فاطمة عبدالرحيم، يوسف بوهلول، هلال محمد، علي الغرير، هدى سلطان، بالإضافة إلى عدد من النجوم الشباب. المسلسل من إخراج يعقوب عقله (لصالح قناة «ال بي سي} الفضائية). تدور أحداثه بين حقبتي الخمسينات والثمانينات، ويجسد الصلال فيه دور الجد الذي يتسم بالقبلية والعنصرية، لكنه طيب القلب.

المسلسل الآخر بعنوان «ريح الشمال» من تأليف الفنان محمد المنصور وإخراج مصطفى رشيد (لصالح قناة «سما دبي»)، يشاركه البطولة الى جانب المنصور عدد من الفنانين الخليجيين من بينهم: أحمد الجسمي، أسمهان توفيق، محمد ياسين، يوسف الغانم، مرعي الحليان، وغيرهم .

أما المسلسل الثالث فيحمل عنوان «التنديل» وفيه يلتقي الصلال مع رفيق دربه القدير عبدالحسين عبدالرضا. يقول عنه: «على الرغم من أنها ليست المرة الاولى التي أشارك فيها مع «بوعدنان»، فهو رفيق دربي وصديق طفولتي، إلا أن سعادتي بالمشاركة في هذا العمل لا توصف. بالتأكيد وجودي معه يعطيني دفعة كبيرة والعمل معه يشرفني». استطرد موضحاً أن «التنديل» يحكي قصة تراثية اجتماعية، يغلب عليها الطابع التراجيدي، لكنه في الوقت ذاته لا يخلو من لمسات كوميدية يصبغها عليه من حين إلى آخر الفنان عبدالرضا. يضم المسلسل إلى جانب هذين النجمين نخبة أخرى من الفنانين المتميزين من بينهم: عبدالعزيز الجاسم، جاسم النبهان، وعبدالمحسن النمر.

عن حياته الشخصية في رمضان يوضح الصلال أنه متمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة، فهو يتوقف عن العمل في هذا الشهر الفضيل ويمنح جلّ وقته لأسرته ولزيارة الأهل والأقارب.

ظلموه فقالوا

يذكر الصلال إشاعات كثيرة طريفة ومؤلمة في الوقت ذاته كان يسمعها من حين إلى آخر، لكن أكبر إشاعة فاجأته كانت حين تصفح الجريدة ذات صباح، فوجد خبراً يتضمن وفاته. يقول الخبر: «توفي يوم الاحد 28 مايو (أيار) 2006 الفنان الكويتي الكبير ابراهيم الصلال عن عمر يناهز الـ 77 عاما بعد صراع طويل مع المرض».

العثرة

مرّ الصلال في حياته العامرة بمواقف صعبة و{عثرات» عدة، استطاع تجاوزها بالحكمة والصبر، ولعل أصعب شيء في حياته كان الفترة التي قضاها طريح الفراش، حيث لازمه المرض سنة 2006 لأكثر من شهر ونصف بسبب إصابته بالتهاب رئوي حاد، بالإضافة إلى معاناته من مرض الفشل الكلوي. كانت وطأة المرض عليه شديدة إلى حد فقده الوعي وإدخاله العناية المركزة. يذكر أنه يعاني مرض الفشل الكلوي منذ شبابه، وقد أدت عمليات غسل الكلى المتكررة إلى إصابته بهشاشة العظام.

من أعماله

يحفل سجل الصلال بأعمال عدة نذكر منها: «الاقدار»، «العائلة»، «جرح الزمن»، «ثمن عمري»، «فريج صويلح»، «عتيج الصوف»، «عيال الفقر»، «شمس القوايل»، «أحلام صغيرة»، «خرج ولم يعد»، «ظل الياسمين»، «درس خصوصي»، و{دار الزمن».

أما المسرحيات التي قدمها فكثيرة منها: «حفلة على الخازوق»، «هالو بانكوك»، «ينانوة الفريج»، «مسرحية عاصفة الصحراء»، «أوبريت خليجي 16» ،»1 2 3 4 بم»، «سكانه مرته»، «العلامة هدهد»، «فرحة أمه» ، {الحرمنه»، ومسرحيات كويتية وخليجية كثيرة من عام 1963 إلى اليوم.

back to top