تستطيع أن تكون حراً اليوم!

نشر في 17-05-2008
آخر تحديث 17-05-2008 | 00:00
 حمد نايف العنزي

استعن بالله، واستشر ضميرك في ما أنت مقدم عليه، وليكن صوتك لمَن يستحق ومَن هو جدير به فقط، ولا تجامل أحداً في مستقبل وطنك وأبنائك، وتذكر أنك أول مَن سيدفع ثمن هذه المجاملة، من قوت يومك وصحة أبنائك وجودة تعليمهم.

اليوم هو 17 مايو 2008، يوم الحسم الذي كنا ننتظره، فقد يكون هذا اليوم، يوماً تاريخياً تتذكره الأجيال القادمة دائماً، كنقطة تحول في العمل البرلماني، ويكتبه المؤرخون بأحرف من نور، وقد يكون يوماً عادياً لا أثر له في صفحات التاريخ الوطني، فالأمر اليوم كله- بعد الله- بيدك عزيزي الناخب، وسيكون اختيارك وصوتك اليوم، إما خطوة مباركة للمستقبل، وإما تراجعاً كما اعتدنا في السنوات الأخيرة «للخلف در»!

سيكون اختيارك اليوم إما للإصلاح ورجاله المصلحين الصادقين المخلصين، وإما للفساد ورجاله الطامعين الكاذبين المخادعين، سيكون اختيارك إما لبنة تساهم في بناء الغد، أو معولاً للهدم يهدم كل آمال الخيرين من أبناء هذا الوطن، اختيارك عزيزي الناخب... سيكون هو الفيصل في الأمر كله!

استعن بالله، واستشر ضميرك في ما أنت مقدم عليه، وليكن صوتك لمَن يستحق ومَن هو جدير به فقط، ولا تجامل أحداً في مستقبل وطنك وأبنائك، وتذكر أنك أول مَن سيدفع ثمن هذه المجاملة، من قوت يومك وصحة أبنائك وجودة تعليمهم، فالمجاملة محمودة في كثير من الأمور، إلا في المصلحة العامة للوطن!

كن شجاعاً وصريحاً وجريئاً، بقدر ما يتطلبه الأمر، وارفض أنواع الابتزاز كلها، الابتزاز العائلي، والابتزاز القبلي، والابتزاز الطائفي، وابتزاز المال والحاجة إليه، كن حراً في قرارك، ولا تخضع للضغوط من أي كان، جاهد المبتزين اليوم لترتاح غداً وبعد غد، وتذكر أن الصوت أمانة في عنقك، ومسؤولية ألقيت على عاتقك، وتذكر أن الأمر جد الجد، وليس بالهزل واللعب، فحين تعطي صوتك إلى مرشح من المرشحين، فأنت تزكيه وتأتمنه على مستقبلك ومستقبل أبنائك ومستقبل وطنك... فاختر، وفقك الله، الصادق القوي المخلص الأمين، حتى لا يضيع الأمانة ويخون مَن ائتمنه عليها!

أرجوك، ساهم اليوم في التغيير للأفضل باختيار الأفضل، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا تغرنك مظاهر التدين والورع، اللحى «الغانمة»، والعمائم الملونة، ولا تغرنك الابتسامات الصفراء، والوعود الكاذبة، و«بالحضن ياحبيبي» التي ستضرب أرقاماً قياسية اليوم!

ولا تخضع لمَن يعدك بالواسطة، فالواسطة كانت دائماً فاتورة مستحقة السداد، واجعل الكويت دائما بين عينيك، وفي قلبك وفي عقلك، وكن صادقاً مع نفسك ومع الآخرين، وستجد أنك ستختار مَن يستحق ومَن هو كفؤ لهذه المهمة، ومَن هو قادر على بناء كويت المستقبل الذي نتمنى جميعاً ونأمل... وفقك الله، ووفقنا جميعاً، لما فيه خير ومصلحة هذا البلد!

back to top