«ابكوا كما تبكي النساء على وطن لم تحافظوا عليه... ومجد ضيعتموه». هذه تعزية أم أبي عبدالله الصغير ملك غرناطة، أو تقريعها له يوم فقد عرشه، وخرج العرب من الأندلس، استعرتها بتصرف لأنها تناسب عصري وبلدي الصغير بعدما آلت إليه أحوال الكويت اليوم، وما ستصبح عليه لو استمرت أحوالها على ما هي عليه، وتمعّنت في تلك المقولة لأتعظ أنا منها أولاً، ويتعظ من أوجهها إليهم ثانياً، والذين أرجو أن يتفحصوا معانيها لعلهم يُقلعون عما يفعلون أو يبحثون عن سبيل ليجبروا كسر ما فعلوه بوطنهم، وهم:

Ad

- كل من استخدم صلاحياته وسلطاته لاستخدام عملية منح الجنسية الكويتية لأغراض سياسية لضرب المطالب الشعبية، بالمشاركة في إدارة شؤون البلد، ولتحقيق غايات شخصية، وقلب توازنات البلد، وتغيير نسيجه الاجتماعي.

- كل من استخدم ثروة البلد ونظامه الإداري لشراء الولاءات بهدف الانقلاب على دستور 1962.

- كل من نسج التحالفات مع قوى الردة الأصولية لنخر النظام الدستوري الديمقراطي الحر للبلد بغرض تفريغه من محتواه.

- كل من شجع وبارك تشكيل التجمعات الطائفية والعائلية والقبلية، ورعى وشارك في مناسباتها.

- كل من حرّض وأشرف ونظّم انتخابات فرعية عرقية أو طائفية.

- كل من رهن طائفته أو جماعته لمرجع أو مشروع خارجي.

- كل من استخدم منصبه لصنع أو زيادة ثروته.

- كل من اعتبر فترة وجوده خارج البلاد أثناء الغزو إجازة طويلة من دون عِبر.

- كل من صمد داخل البلد، ومازال يريد الثمن.

- كل من استخدم الشعارات الوطنية أو الدينية ليزيد غنائمه الذاتية وجماعته بالكذب والدجل.

- وأخيراً... لكل من فقد ما تبقى لديه من حرص وإيمان بديمومة الكويت كوطن، وبقيت في وجدانه مجرد محطة له يريد أن يجمع منها كل ما هو ممكن من ثروة ضماناً لذريته، وهو مؤمن بأنه قادر على شراء وطن بديل عن الكويت! وهو الخيار المضمر للأسف عند الكثيرين منذ تحرير البلد.

فهل نستمر في غينا حتى تحق علينا مقولة أم أبي عبدالله الصغير... ويرددها أحفادنا بحسرة عندما يتذكروننا؟