سيكون مختلفا أم كالعادة؟!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
النصيحة الثانية، هي أن تتجنب قيادة السيارة قبل موعد الإفطار بدقائق، فبعض الصائمين يكاد احتمالهم وصبرهم أن ينفد، وكل منهم يريد أن يصل إلى مائدة الإفطار في الوقت المحدد، وقد امتلأت نفوسهم ضيقا، وغضبا، وحقدا، على الجوع والعطش، ومن المحتمل جدا، أن «يدخل» أحدهم في أقرب سيارة أمامه، من فرط الإعياء الذي أصابه، خصوصا، حين يقرر فجأة، أن ينعطف يمينا عند بائع «الرقي» على جانب الطريق، غير مدرك أن انعطافته المفاجئة قد تتسبب في مأساة يذهب ضحيتها أحد الأبرياء، ولا تريد أنت بالطبع، أن تكون هذا البريء، أو شهيد «الرقي» المأسوف على شبابه! بعد الإفطار، تهدأ النفوس، وتتراخى الأعصاب، وتنتفخ الكروش، ليأتي التلفزيون ويقدم لنا «ملاغته» المعتادة، ابتداء ببرامج الكاميرا الخفية، التي تجعلنا نطمئن على أن مخزوننا من الغباء والسذاجة، كأمة عربية، لايزال بألف خير، ويكفينا لأجيال قادمة بإذن الله، وانتهاء ببرامج الفوازير «الماسخة»، ومع ذلك، فإن في الأمر نوعا من التوازن المطلوب، فبعد أن تلقى المشاهد جرعته المعتادة من الهمّ والغمّ في فترة ما قبل الإفطار، من خلال مسلسلات «الطراقات» و«الترفس» والبكاء، فلابأس ببعض «الملاغة» بعد الإفطار، لكي يحدث بعض التوازن في نفسية الصائم، وهو على أي حال، وصل حالة من التخمة والاسترخاء، تجعله يضحك على كل شيء، وأي شيء!«الشيشة» ستكون كالعادة، نجمة فترة ما قبل السحور عند البعض، فمن الضروري تخزين كمية جيدة من النيكوتين والقطران، تسعف الصائم «المشيش» على احتمال ساعات الصيام في اليوم التالي، أما السحور، فلن يختلف كثيرا عن الإفطار، من ناحية الإفراط في الأكل والشرب، وسيكون له مردود سيئ أثناء النوم، حيث ستصاحبه بعض الكوابيس، الأمر الذي سيجعل نهاره مليئا بالتوتر والانفعال، والعصبية لأدنى سبب! شهر رمضان، أيها الأعزاء، ليس شهرا للموائد العامرة بأصناف الطعام والشراب فقط، وليس شهرا للنوم والتغيب عن العمل، و«تشيين» النفس مع عباد الله نهارا، و«التسكع» في الأسواق مساء، وليس شهرا للمسلسلات غير الهادفة، البعيدة كل البعد عن واقعنا، والمسيئة لمجتمعنا، تلك التي نجد لذة في متابعتها، كأننا نستمتع بتشويه الذات، أو كأننا فعلا هكذا، كما يدعون! رمضان هو شهر العبادة، وعمل الخيرات، والتراحم والتزاور، والخلق الحسن والمعاملة الطيبة، والإحسان والتصدق على الفقراء والمحتاجين.رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير.