محمد هايف... مَن يشبهك؟!

نشر في 28-03-2009
آخر تحديث 28-03-2009 | 00:00
 حمد نايف العنزي نصيحتي لك إن كنت مرشحا إسلاميا «ناشئاً» ألا تستهين بمواضيع قد تراها تافهة لا تستحق الذكر كموضوع بلير وزوجته، لأن أهم نقاط القوة في النائب الإسلامي الناجح هو القدرة على خلق الأزمات من أتفه الأمور وأبسط القضايا، وليكن لك في النائب الفاضل «محمد هايف» وقدرته الفذة في تضخيم المشاكل وخلق التوترات أسوة حسنة!

خبران تناقلتهما وسائل الإعلام أخيراً:

الخبر الأول أشار إلى أن الحكومة الكويتية طلبت خدمات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليقدم لها الاستشارات «المتواصلة» حول «الحكم الصالح» ولم تكشف صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية التي أوردت الخبر نقلاً عن ناطق باسم بلير حجم العقد، لكنها أشارت إلى أن قيمة العقد تتكون «من سبع خانات»!

أما الخبر الثاني فتحدث عن اللوحة العارية لزوجته «شيري بلير» والتي عرضت في صالة عرض في لندن مقابل 873 ألف دولار، ويعود تاريخها الى منتصف العشرينيات من عمرها، حين عملت كعارضة عارية لأكثر من عام عند الرسام «يوان يوغلو»، وهو صديق وفي للعائلة لم يرغب في عرض اللوحة إطلاقا بعد دخول «آل بلير» الحياة العامة، لكن «شيري» حضرت لصالة العرض قبل عرض اللوحة، وكانت مهتمة بالأمر، واستذكرت أياما جميلة مضت، إلا أن زوجها لم يكن برفقتها!

إذا كنت مرشحا إسلاميا «ناشئا»، وتريد الوصول إلى مجلس الأمة بسرعة، ومن أقصر الطرق، فاسمع نصيحتي ولا تفوِّت فرصة ذهبية كهذه، وقم الآن بالربط بين هذين الخبرين ربطاً لا عقلانية فيه ولا منطق بالمرة، محاولا جهدك أن تكبر الأمر وتعمل من الحبة قبة، لأن موضوعاً سخيفاً كهذا قد يكسبك الكثير من أصوات الناخبين إن استطعت دغدغة مشاعرهم الدينية من خلاله، وهي التي تقف على أهبة الاستعداد لأي استفزاز بسيط في مثل هذه المسائل الحساسة!

ولا تنس- رعاك الله- أن تستخدم كل المهارات والقدرات المطلوبة في مثل هذا الأمر، كالوجه الغاضب، والصوت الجهوري، والنظرة الحادة، وبالطبع، قبل هذا وذاك، «الستايل الديني» الخارجي المعتاد، الدشداشة القصيرة، اللحية الطويلة، المسباح، السواك، و«كام حديث على كام آية تحفظهم حفظا جيدا، لتستخدمهم فيما بعد في كل ما يصب في مصلحتك ومصلحة جماعتك أو حزبك الديني»!

وابدأ خطابك بهجوم عنيف في البداية على الحكومة التي تتحدى مشاعر الشعب المسلم والمحافظ بطبيعته، وتتعاقد مع رجل كافر فاجر «لا صلاح فيه» ولا غيرة على أهل بيته، ليأتي ويعلمها «حكمه الصالح» لا أصلحه الله ولا وفّقه!

ثم انتهز الفرصة لتطرح نظرية المؤامرة على الإسلام والمسلمين، ولتصرخ بأعلى صوتك مولولا: «إنها والله هجمة تغريبية متعمدة، تريد سلخنا من هويتنا الإسلامية المحافظة، لتحولنا إلى مجتمعات منحلة متفسخة وفاسدة»!

ولا تنس أن «تعدي» بطريقك كالمعتاد على الليبراليين الأشرار، لتقول والغضب يتفجر من فمك «هذا والله ما يريده الليبراليون الإباحيون، والعلمانيون الكافرون، والفوضويون الفاجرون، وعبدة الشيطان، وعبدة الفئران، وكل الخونة عملاء الصهاينة و«الأميركان»، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»!

اعزف هذه النغمة العاطفية مرتين أو ثلاثا كل أسبوع على أسماع الناخبين، وأنا متأكد من أنك ستفوز على جميع منافسيك وبأرقام قياسية، فأسرع طريق إلى قبة البرلمان هو مزج الدين بالسياسة، ألا تذكر الكم الهائل من «اللحي الغانمة» التي كانت تتصدر مجلسنا السابق و«الرائع»؟! لقد كانوا يتبعون نفس الاستراتيجية!

المهم ألا تستهين بمواضيع قد تراها تافهة لا تستحق الذكر كموضوع بلير وزوجته، لأن أهم نقاط القوة في النائب الإسلامي الناجح هو القدرة على خلق الأزمات من أتفه الأمور وأبسط القضايا، وليكن لك في النائب الفاضل «محمد هايف» وقدرته الفذة في تضخيم المشاكل وخلق التوترات أسوة حسنة!

وتذكر معي كيف استطاع وبسهولة تحويل مواضيع تافهة بسيطة إلى قضايا تشغل المجلس والحكومة والشعب بأكمله، مثل «حجاب الوزيرتين... موقع اليوتيوب... دخول الفالي... وفد استار أكاديمي... مسجد الكيربي المهجور» وغيرها، بل إنه يقوم الآن بـ«استيلاد» قضية تشغل الرأي العام من موضوع تخريج الشرطة النسائية، حيث أثار أول من أمس موضوعاً يهم كل أفراد الشعب الكويتي ويتوقف عليه مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ألا وهو «أداء التحية من الشرطي الرجل للضابط المرأة» حيث يري «هايف» أن التحية الشرطية «بدعة مستوردة» تماما كالوقوف لتحية العلم!

إبداع يا هايف إبداع... مَن يشبهك؟!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top