المكفوف إنسان مبصر بطريقة ما، وهو أفضل حالاً من ضعيف البصر والأصم المكفوف... وتؤكد الدراسات العلمية والاتفاقيات الدولية ضرورة قبول المكفوف على أنه إنسان طبيعي. وحتى يكون كذلك لابد من مساعدته بكل وسائل الدعم حتى لا يتحول فقدان البصر إلى معنى شخصي يحبط نفسيته.

Ad

550 مكفوفاً في الكويت يشكلون جزءا من مجموعة المعاقين على اختلاف اعاقتهم، والبالغ عددهم نحو 22 ألف فرد.

ويعاني المكفوف بشكل عام -وإن بدرجات عالية- وكذلك بعض المعاقين الآخرين، من سياسات الدمج في المجتمع، واذا ما تحدثنا عن الوضع بالنسبة إلى الحالة الكويتية ، فربما يكون هناك عائقان رئيسيان يقفان ضد النجاح الفعال لتلك السياسة.

العائق الاول يتمثل في تراخي الدولة الى يومنا هذا في التوقيع والتصديق على اتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، والتي اقرت من قبل الامم المتحدة في 13 ديسمبر 2006، وبعد خمس سنوات من المفاوضات الشاقة، شاركت فيها منظمات انسانية ، ولاسيما تلك العاملة في مجال رعاية المعاقين، وأصبح طرفاً فيها الى الآن ما لا يقل عن 110 دول. وهي اتفاقية متكاملة تنظر الى شريحة المعاقين على انهم جزء من التنمية، وتغطي عيوبا كثيرة في قانون المعاقين المحلي.

أما العائق الثاني المتعلق بعدم فعالية سياسات الدمج، فيرجع إلى ضعف جهود التوعية بحق المعاقين عموما، والمكفوفين خصوصاً، وهم موضوعنا في هذا الملف، وحقهم في ان يعيشوا بشكل شبه طبيعي مع اقرانهم الذين لا يعانون اعاقات محددة، ومصنفة علميا.

لكن السؤال هنا هو: ما متطلبات وضع سياسات فعالة لدمج المكفوف في المجتمع، بالطبع يلزم ذلك تطوير القدرات الاكاديمية والاجتماعية والخدمات الصحية والتعليمية لهذه الفئة، ويجب ان يتزامن ذلك مع إعداد وتدريب كوادر بشرية تقوم بهذه المهام، وهي عملية شاقة وتعانيها معظم الدول العربية، وعليها يقوم اساس تطوير الخدمات المقدمة إلى المكفوفين.

إعلان الدوحة

لقد حدد إعلان الدوحة في أغسطس 2007 مبادئ أساسية لرعاية المكفوفين، وكان قد نتجت عنه ولادة اول اتحاد عربي للمكفوفين، اطلق عليه اختصارا «أعم» واختيرت الدوحة مقرا له. وقد رصد المشاركون في المؤتمر من جمعيات ومؤسسات عربية معنية بهذه الفئة، إضافة الى مشاركة من قبل الجامعة العربية، جملة من المطالب والسياسات التي من شأنها أن ترتقي بالخدمات التنموية المقدمة إلى المكفوفين، وتأتي التوصية بإطلاق يوم عربي للمكفوفين، كأول مطالبة لتعويم قضايا المكفوف في المجتمع، وثانيا، اعداد مشروع متكامل عن حقوق المكفوف انطلاقا من المواثيق العربية والدولية. وثالثا، تبني مشروع توعية عام بقضايا المكفوفين، ورابعا التواصل مع المنظمات الاقليمية والعالمية العاملة في المجال، وخامساً توفير المعلومات والاحصاءات وقواعد البيانات التي تخص المكفوفين، وتبادلها على الصعيدين العربي والدولي، وسادسا توفير التكنولوجيا اللازمة لمساعدة هذه الفئة، واخيرا، اعتماد استراتيجية لمواجهة اعاقة كف البصر بين الاطفال العرب.

الشراكة بين مفهومين

من المهم تسليط الضوء على برنامج الشراكة، الذي يضم كلا من منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية للوقاية من العمى، وهذه الاخيرة تضم كثيراً من المجموعات المهنية العاملة في مجال العناية بالبصر. فقد ولّد تعاون الجهتين ما يسمى ببرنامج «الرؤية 2020: الحق في الابصار»، وهي فكرة تعود الى سبعينيات القرن الماضي، وتطورت في الثمانينيات عبر دخول احدى الشركات التجارية المتخصصة، وتعاون البنك الدولي لتطوير برنامج افريقي لمكافحة داء «العمى النهري» وفي عام 1994 تم تشكيل فرقة عمل تضم منظمة الصحة العالمية ومنظمات غير حكومية، وصدر عن هذه الفرقة ما يسمى برؤية 2020، وهي مبادرة عالمية للتخلص من العمى الذي يمكن تجنبه، وقد كان الدافع وراء هذه الشراكة ان 85% من حالات العمى مصدرها خمسة اسباب، يمكن تجنبها، وبالتالي تقليل الاعداد الاضافية التي تدخل في ما يمكن تسميته بـ«نادى العمى» وانه بتفعيل هذه الشراكة فإن الاعداد المتوقعة للاصابة بالعمى في عام 2020 وهي 75 مليون شخص ستنخفض الى 25 مليونا.

الاتحاد الدولي للمكفوفين

تأسس الاتحاد الدولي للمكفوفين في الولايات المتحدة الاميركية عام 1940 من خلال تضافر عدد من المكفوفين في 7 ولايات، قامت بارسال مندوبين عنها للمشاركة في الاتفاقية الاولى في بنسلفانيا،

ويمثل الاتحاد 180مليون مكفوف وضعيف بصر من 600 منظمة في 158 دولة، ويقسم الاتحاد الى 6 اقاليم، ويحمل صفة استشارية في منظمة الامم المتحدة. ويهدف الى الدفاع عن حقوق المكفوفين وضعيفي البصر والمكفوف الاصم. ومناهضة اشكال التمييز ضدهم، وتطوير اساليب الوقاية والعلاج من كف البصر. وهو يعمل من اجل نيل الحقوق التالية بالنسبة للشرائح الثلاث التي يدافع عنها، وهذه الحقوق تتلخص في الآتي:

المشاركة في الحياة العامة- الحق في ادارة شؤونهم الخاصة- الحق في تحكمهم في مواردهم الخاصة واجراء الحسابات المصرفية بأسمائهم- حقهم في الدعم والمساندة في العيش باستقلالية- حق التقدير والظهور بالمظهر اللائق في وسائل الاعلام- حق التمثيل الانتخابي- الحق في الحياة ومنع الاجهاض لمن يشتبه في كونه مكفوفا- الحق في توفير المستندات القانونية بطريقة برايل- الحق في التعليم والصحة والتأهيل والتدريب والثقافة.

إحصاءات

تؤكد منظمة الصحة العالمية بشأن المكفوفين وضعاف البصر بحسب احصاءات عام 2002 ما يلي:

- في كل خمس ثوان يتحول شخص في العالم الى مكفوف.

- في كل دقيقة يتحول طفل في العالم الى مكفوف.

- يقدر تزايد عدد المكفوفين في عام 2020 الى 75 مليون شخص.

- يقدر عدد المكفوفين في العالم بـ45 مليون شخص حاليا.

- بينما يبلغ عدد ضعاف البصر 135 مليون شخص.

- 90% من المكفوفين يعيشون في البلدان النامية، ويقدر عددهم بـ33 مليونا.

- اكثر من نصف المكفوفين يعيشون في الهند (9 ملايين)، افريقيا (7 ملايين)، الصين (6 ملايين)، العالم العربي (7 ملايين).

ما هو نظام برايل

هو نظام للقراءة اللمسية يعتمد على خلية من ست نقاط ، وتمكن الكتابة من خلاله عبر استخدام آلة كاتبة تعمل على النظام نفسه.

البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

وجوهر هذا البروتوكول هو اعتراف الدول الموقعة عليه باختصاص لجنة حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في تلقي البلاغات من الافراد او المجموعات، المشمولين باختصاصها، والذين يدعون انهم ضحايا انتهاك دولة طرف لاحكام الاتفاقية.

ويتكون البروتوكول من 18 مادة. وقد وقعت عليه من الدول العربية كل من: الجزائر- الاردن- تونس- لبنان- قطر- اليمن.

الدول العربية الموقعة على الاتفاقية

الجزائر- الاردن- المغرب- سورية- السودان- تونس- اليمن- البحرين- مصر- لبنان- قطر.

ثلاثة أنواع للإعاقة البصرية

هناك فرق بين 3 أنواع من الاعاقة البصرية، ولكل منها طريقة في العلاج والتعايش ، وهي:

- الاعاقة البصرية التامة (المكفوف).

- ضعاف البصر، وهؤلاء يعانون ازمة هوية في تعامل المؤسسات العلاجية والخدمية معهم، وغالبا ما يقعون في حيرة بين كونهم مبصرين وضعاف بصر في آن. وتنتج عن ذلك اشكالية وجودهم في مؤسسات التعليم، ان يكونوا مع المكفوفين او مع المبصرين.

- الصم المكفوفون: وهم اصحاب اعاقتين تجعلهم في عالم مظلم سمعيا وبصريا، ويعتبر اندماجهم في المجتمع اكثر صعوبة وتعقيدا، فغالبا ما تنتابهم ثورات غضب بسبب عدم استطاعتهم التعبير عن مشاعرهم.

تعريف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

صدرت هذه الاتفاقية عن الامم المتحدة في ديسمبر 2006، وتتكون من 50 مادة موزعة على اربعة اجزاء، تحمل مبادئ عامة كاحترام كرامة الاشخاص ذوي الاعاقة، وعدم التمييز ضدهم، واتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المجتمع، واحترام الفوارق وقبولهم كجزء من التنوع البشري، والمساواة بين الرجل والمرأة، وتأسيس الاتفاقية لعدد من الحقوق مثل الحق في الحياة، والمساواة امام القانون، وعدم التعرض للتعذيب، وحرية التنقل والجنسية، وحرية التعبير والحصول على المعلومات، واحترام الخصوصية، والتعليم والصحة، والتأهيل، والحق في العمل، والمشاركة في الحياة السياسية والثقافية.

برامج الـ UNDP

طرق ووسائل الحصول على المعلومة تبقى دائما هي الهاجس الاكبر لدى المكفوف، اذ ان التراكم المعلوماتي لديه يعد بوابة للدخول الى المجتمع، وتطبيع علاقته معه. وتتضح صعوبة الحصول على المعلومات ، حينما ينخرط المكفوف في الدراسة النظامية الجامعية والمهنية، وتحاول الامم المتحدة عبر برنامجها الانمائي UNDP ان تطور عددا من البرامج من واقع ما اعلنته في بداية الالفية الجديدة بشأن الاهداف التنموية، وذلك بحلول عام 2015 الذي يخص مكافحة الجوع والفقر والمرض والتلوث والتمييز ضد المرأة، ومن هذه البرامج الشهيرة ما يلي:

* برنامج «اقترب»: ويعنى باستخدام تكنولوحيا الاتصالات والمعلومات لمساعدة المعاقين بصريا. ويمكن هذا البرنامج المساعدة على القراءة وتوفير الكتب والتعليم على الحاسب الآلي.

* برنامج «إبصار»: هو عبارة عن آلية لتحريك النصوص العربية والانكليزية وجعلها ناطقة، ويساعد هذا البرنامج ايضا على كتابة نصوص عربية وانكليزية بطريقة برايل. معتمدا على نظام «TTS» لتحويل النصوص.

نتائج دراسات علمية

- تؤكد دراسات اجراها باحثون في مجال الاعاقة البصرية في الولايات المتحدة الاميركية انه لم يثبت علميا أن المكفوف يحتفظ بفروق سيكولوجية بالمقارنة مع الانسان المبصر. وأن واقع الحال كما يرى الباحث المكفوف كستفورث ان فقدان البصر يغير طريقة حياة الفرد.

- تعتمد الدراسات العلمية لبحث الاجواء الاجتماعية والنفسية للمكفوف على عدد من المحددات ومنها درجة الاعاقة البصرية، المهارات الجسدية والحركية، درجة التحصيل العلمي، والنمو الذهني.