بداية الطريق وليس نهايته

نشر في 18-05-2009 | 00:00
آخر تحديث 18-05-2009 | 00:00
 أ.د. غانم النجار لم يكن فوز أربع نساء في الانتخابات مفاجئاً بالنسبة لي، فقد توقعت ذلك مبكراً وتحمست له. بل إن بعض الأصدقاء ظلوا يشككون في توقعاتي تلك حتى ليلة البارحة. ربما كانت المفاجأة، أو شيء منها، بالأرقام العالية التي حصلن عليها، والاكتساح الذي جعل بعض التقليديين تجحظ عيونهم بعلامات الاستفهام، بكيف، ولماذا؟

مبروك لكل من د. معصومة ود. أسيل ود. رولا ود. سلوى، وتحية لذكرى الرشيدي، فقد أرحتنّ هذا الوطن من عناء طرح الموقف الساذج المكرر القائل بعدم إمكان فوز المرأة. أما وانهن قد فزن، فقد أصبح الموضوع من الماضي، ولم تعد قضية فوز المرأة أو عدم فوزها مطروحةً بعد اليوم.

بمقاييس الكفاءة فالاربع يتمتعن بكفاءة عالية كل في مجالها، ويكفيهن، انهن استطعن تنظيم وقيادة حملة انتخابية مكنتهن من التفوق على رجال أصحاب خبرة ومراس في العملية الانتخابية، وتبقى مسألة الكفاءة في البرلمان مطروحة للتقويم والمتابعة.

في هذه اللحظة التاريخية، يكفيهن أنهن صنعن تاريخاً يتجاوز بتاريخيته المنطقة الجدباء ديمقراطياً التي نعيش فيها، لنحلق في تاريخية الحدث الى آفاق العالم، وليضعن مسيرتنا الديمقراطية في مصاف الدول العريقة ديمقراطياً.

ماذا ستضيف المرأة إلى البرلمان؟ مجمل الدراسات عن المرأة والانتخابات في العالم تفيد بأن دخول المرأة إلى البرلمان يغير من سلوكه ويحسن من أدائه، فالمرأة أكثر التزاماً من الرجل، وأكثر إخلاصاً في عملها، وبين يديّ الكثير من الأدلة في الكثير من المجتمعات.

ومع ذلك فإن أهم ما في وصول المرأة هنا وفي هذه اللحظة هو أنه بداية الطريق للتصدي للتمييز، وتعزيز كرامة الإنسان أياً كان جنسه، وترسيخ مبدأ المساواة بين البشر.

وعلى أية حال فإننا لسنا من السذاجة لكي نتصور أن مجرد وصول المرأة سيُنهي حالة العجز والوهن والتشتت، والضعف الهيكلي المسيطرة على نظامنا السياسي، فمازال الطريق طويلاً لتحقيق ذلك، ومازال علينا جميعاً نساءً ورجالاً العمل معا لإصلاح الفاسد من الممارسة وتحقيق الاستقرار والتقدم المنشود، كما تبقى الخطوة القادمة وهي طبيعة شكل الحكومة القادمة وتركيبتها والتي بدونها لن يتحقق شيء.

وصول المرأة يضيف لمحة تفاؤل مستحقة في هذه اللحظة على الاقل، ويجعل العملية التنموية ممارسة مشتركة لا ممارسة ذكورية فحسب.

أما الانتخابات وما جرى فيها، فلذلك حديث آخر، ففيها وخلالها شؤون وشجون كثيرة. هذه اللحظة هي لحظة وصول المرأة، وهي اللحظة التي أصبح فيها 16 مايو يوماً للمرأة الكويتية بدون منازع.

 

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top