خذ وخل: بعيداً عن السياسة!

نشر في 22-04-2009
آخر تحديث 22-04-2009 | 00:01
 سليمان الفهد في هذا السياق «الردحي» لم يجد مرشح ما يعيب به منافسه في الدائرة الانتخابية سوى أن ينعته بالشايب العجوز الدردبيس فقط لا غير! دع عنك النائب السابق والمرشح اللاحق، الذي أراد أن ينتقد أداء وزيرة التربية والتعليم العالي، وعدم صلاحيتها لأداء المهمة، فقال «ردحا» بليغا كما شعر»المشعلقات».

• أرسل لي حفيدي البكر سؤالا عبر البراق «الإيميل يعني» عن معنى السياسة التي يتواتر اسمها وحضورها هذه الأيام بزخم شديد!

هرشت مخي، ومسدت لحيتي أو حليتي لا فرق، توسلا إلى الوصول إلى إجابة جامعة مانعة تلائم سنه المسلح بعلامات الاستفهام، والفضول النزق الذي يوقعني دوما في حالة «حيص بيص» لا أغبط عليها البتة! وبعد لأي، تذكرت نكتة عتيقة، تتماهى مع سؤاله إلى حد التوأمة:

تقول النكتة إن صبيا سأل والده: أبتاه.. ممكن تشرح لي معنى السياسة؟! ولم يكن والد الصبي بحاجة الى ممارسة طقوس «الهرش» والتمسيد التي قام بها العبد لله، بل أجابه ببساطة متناهية، قائلا: شوف يا ولداه: أنا أعمل وأكد طوال اليوم، لأحصل على المقسوم الذي أصرف منه عليكم، وبذا يمكنك القول بأنني أمثل رأس المال! وتجد «المربية» الشغالة تبذل جهدا خارقا للقيام بدوم الأم بالوكالة، والطباخة وغيرهما، ولذا فإنها تمثل الطبقة العاملة «البروليتاريا» إن شئت لي الظهور بسمت المثقف الذي يرطن بالمصطلحات الأعجمية، أما أمك فهي التي تنفق المقسوم على شؤون حياتنا اليومية، فهي الحكومة الرشيدة، الخالق الناطق، سوى أن اسمها فاطمة لا رشيدة! وأنت وإخوتك الذين يكبرونك يمثلون الشعب المفتري والمفترى عليه! أما إخوتك الرضّع أو الذين ما برحوا مجرد حيوانات منوية ستتخلق في ساعة حب وشبق وتجلٍّ بإذن واحد أحد فإنهم يمثلون الأجيال القادمة!

ويستطرد متن الحكاية الطريفة، حين يستيقظ الصبي ليلا على بكاء شقيقه الرضيع، الذي يبدو أنه «عملها» ويرغب في حضور المربية لإجراء اللازم! فهرع الصبي إلى غرفتها فوجد الباب موصدا مقفولا من الداخل! بَحْلَق من ثقبه ليجد أباه في وضع مريب مشين! فظل ساهرا يضرب أخماسا في أسداس دلالة على حيرته وقلة حيلته في التصرف إزاء هذه الفعلة! في الصباح الباكر قال لأبيه: الحين عرفت جيدا ما هي السياسة! نظر إليه والده بزهو لذكاء نجله! فاستطرد الولد قائلا السياسة: هي أن يستغل رأس المال الطبقة العاملة، بينما الحكومة الرشيدة نايمة في العسل وتأكل عصيدة مع الملائكة! أما الشعب فوضعه صعب جدا، فما الذي في مقدوره فعله مع مستقبل غارق في مستنقع المجاري «الوع»؟!

• وأيا كان الرأي في النكتة، فأحسب أنها ليست بعيدة جدا عن واقع الحال للبلاد والعباد هذه الأيام! والمهم أن الشعب عارف وواع، ولا يخلو من لؤم حميد، كما يتجلى في العبارة العتيدة التي يلوكها ويجترها ومن ثم يهمس بقوله «يصير خير» في أذن كل مرشح يتصل به ويتواصل معه! والمقولة ملتبسة ومضللة يدرأ بها الناخب «بلاء» المرشح وإلحاحه الفج! فالعيال كبرت، والأطفال لم يعودا «يهال» أبرياء يمكن الضحك على ذقونهم بهذر الشعارات، ومعلقات الردح الموجه ضد الحكومة، وضد المنافسين في الدائرة الانتخابية!

وفي هذا السياق «الردحي» لم يجد مرشح ما يعيب به منافسه في الدائرة الانتخابية سوى أن ينعته بالشايب العجوز الدردبيس فقط لا غير! دع عنك النائب السابق والمرشح اللاحق، الذي أراد أن ينتقد أداء وزيرة التربية والتعليم العالي، وعدم صلاحيتها لأداء المهمة، فقال «ردحا» بليغا كما شعر»المشعلقات» (وهي استنساخ رديء للمعلقات!): إن السيدة الوزيرة عابسة دوما، متجهمة أبدا! ولم يبق له سوى أن يطالبها- حاشاها- بالإطلالة على حضرته «بنيولوك» يروق لمزاجه المعتم! ولم يقف عند هذا الحد من الردح، بل أضاف إليه قائلا: بأن ابتسامتها تبدو له دوما صفراء فاقعا لونها! ولا تسألني عن علاقة الردح السالف والسيئ الذكر بالسياسة، وعلاقته العضوية بـ»التياسة» كرمكم الله!

أقول لكم كلمة أخيرة: أتذكرون حكاية ذاك الإنسان الذي كان اسمه: سمير الجحش، فلما طالبوه بتغيير اسمه، صار «سامر الجحش»؟! هذه هي المسألة كما قال «شكسبير» أو «شيخ الزبير» على ذمة أخينا العقيد القذافي!

back to top