مشكلة... أن تضحك وحدك!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
ومرة أحضر أحد الأصدقاء شريط فيديو لمسرحية كوميدية أردنية يقوم أبطالها بتقليد الحكام العرب كلهم تقريباً -عدا الملك حسين، رحمه الله، طبعاً- وكان هذا بعد الغزو بسنوات عدة، قال إنها «تموِّت» من الضحك، شاهدناها معاً فما موتتني إلا همّاً وغماً، فقد كانت قمة في «الملاغة»، فغضب صاحبي وقال «يا عمي أنت شنو يضحكك، روح طييير زين»، عندها فقط ضحكت، ليس على المسرحية... إنما على الطريقة التي غضب بها الصديق العزيز!وفيلم آخر قديم لعادل إمام «لصوص... ولكن ظرفاء» شاركه البطولة الفنان أحمد مظهر، وقد كان هناك مشهد مضحك للغاية -بالنسبة لي- هو المشهد الأخير، حين يُلقى القبض عليهما وهما يسرقان محلاً للمجوهرات، من خلال فتحة صنعوها في سقف المحل، عن طريق الشقة الخالية أعلاها، فبعد أن وضعا المسروقات في كيس كبير وهمّا بالصعود، صعد اللص الأول أحمد مظهر ليجد رجال الشرطة في انتظاره فاستسلم لهم بهدوء وصمت، فقاموا بعد ذلك بسحب اللص الثاني عادل إمام بحبل، وهو يحسب أن من يسحبه شريكه، وكان منتشياً يغني «بلدي طنطا.. وأنا أحب أعيش أونطه»، وهي الأغنية التي كان يغنيها طوال الفيلم، فما إن صعد وشاهد رجال الشرطة يحيطون به، حتى راح يتفحص وجوههم وهو مصدوم، ولم يتوقف عن الغناء، لكنه أبطأ الإيقاع قليلاً، وهو يقول وبصره مركز على وجه الشرطي الملاصق له «آآآه أونطه» ثم ينظر إلى وجه شرطي آخر ويردد «أأأأم أونطه»! ورغم أنني شاهدت هذا المشهد مرات عديدة، فمازال يضحكني كثيراً، وآخر مرة شاهدت الفيلم قبل أيام مع أحد الأصدقاء، وقد توقعت أن «يفطس» معي من الضحك، وعلى المشهد الأخير بالذات، إلا أنه لم يجد فيه ما يثير حتى الابتسام، وربما استسخفني في قلبه، وقال «مو صاحي»، فقد بدا على ملامحه ما يشير لذلك!الصديق العزيز نفسه، كان قد دعاني قبل أيام إلى مشاهدة فيلم أحمد حلمي الأخير، فهو من كبار المعجبين به، وقد شاهد الفيلم ثلاث مرات، الثالثة كانت للأسف معي، ومع هذا كان يضحك من كل قلبه، حاله كحال بقية الجمهور، فيما كنت أنا أتصنع الضحك، مجاملة لصاحبي الذي دفع ثمن التذاكر، فلم أجد في الفيلم ما يدعو إلى الضحك ولا حتى الابتسام!أين المشكله يا ترى، هل أنا أكثر ذكاءً لأفهم النكته قبل الآخرين، أم أن استيعابي بطيء ولا يسعفني كثيراً، لأفهم النكات و«الإفيهات» التي يلقيها الممثلون في بعض الأفلام؟!لا أدري، قد يكون شيئاً من هذا، وشيئاً من ذاك، وليست هي المشكلة، المشكلة هي أنني صرت أجد حرجاً شديداً، في مشاهدة الأفلام الكوميدية برفقة الآخرين، فأرفض الدعوة إلى مشاهدة أي فيلم كوميدي إن كان يعرض سينمائياً، وأقوم بتغيير القناة الى أخرى إن كانت الفيلم يعرض في التلفزيون!