ليست أحلاماً... ولكن

نشر في 12-05-2008
آخر تحديث 12-05-2008 | 00:00
No Image Caption
 فوزية شويش السالم تمنّيت لو كان النائب محمد الصقر من نواب منطقتنا، حتى يتعهد لنا بتجميل اليرموك في حال فوزه كنائب عنها، حين قرأت تصريحه بتكفّله تجميل منطقة الصليبيخات والتواصل مع أهلها، إن فاز في الانتخابات الجارية.

بصراحة هذا هو المطلوب إثباته من النواب... كلام صريح محدد واضح وثابت... كلام نستطيع أن نذكر ونحاسب النائب عنه.. أما الكلام الكبير المموه والعائم في أحلام وأماني طويلة عريضة لها أول ما لها آخر، صعب القبض عليه... وصعب تحققه وصعب تصديقه.

نريد من نوابنا كلاماً ووعوداً سهلٌ تحقيقها...

نريد منهم ما هو قابل للصيرورة والتنفيذ والإنجاز... وليست تلك الآمال والوعود الفضفاضة التي من السهل التملص والخلاص منها... فهل يعدنا نوابنا بتحقيق أحلامنا تلك؟ المتمثلة في تجميل مناطق سكننا... مثل المدارس المحتاجة إلى التحديث والصيانة بعد عمر أكثر من ثلاثين سنة لم يتم تطويرها وتحديثها... مناطقنا المحتاجة إلى الحدائق والمساحات الخضراء للعب الأطفال... وجود ساحات وملاعب للشباب يصرفون طاقاتهم فيها... وان نجد منهم من يلتفت إلى مسارحنا القديمة ويتكفل في حال فوزه تطويرها وتحديثها وتجديدها، وان نحلم أكثر ونقول ربما يعدنا احدهم في حال فوزه بمعجزة منجز حضاري وثقافي كبير مثل إنشاء دار أوبرا الكويت... ويتكفل آخر ملاحقة تطوير شبكة الطرق، والإسراع في انجازها، وإنشاء شبكة المترو والأنفاق في مدينتنا، ويريحنا من الزحام، والاختناقات الفظيعة، وتضيع مشاوير عمرنا في الاحتباسات المرورية.

وهل سنجد من سيراهن على تطوير مشاريع التعليم والرعاية الصحية في المستشفيات وأشياء أخرى كثيرة... نريدها واضحة محددة وملزمة، وليس كلاماً يتبخر بعد انفضاض الموالد والاحتفالات.

التصريحات كثيرة... والشعارات أكثر... والوعود محمولة في علم الغيب... لكنها حين تبات وتصبح شرطا مقابل الفوز، ورهانا نراهن عليه، لأنه بات حسبة واضحة، وقتها سيكون هناك معنى لكل الشعارات.

أنا بصراحة أغار على الكويت وأتمنى أن تكون أجمل ما يكون... والأمر سهل جداً... لو كل واحد وضع في اعتباره وأولوياته حق الكويت... لأن الدستور ضمن حقنا، ونحنُ يجب أن نضمن حق الكويت علينا.

ومن حقها أن تكون الأفضل والأجمل والأكمل، فبقدر ما أعطتنا... يجب أن نعطيها ونفيها حقها.

وكلما رأيت الدول من حولنا تنمو وتزدهر وتصبح أجمل وأجمل، أغار أكثر مع محبتي الكاملة لدولنا الخليجية التي نفتخر بها، ولمعزتنا لأوطاننا العربية، ولكن تبقى الكويت هي أرضنا وأمنا وغدنا ومستقبلنا... فلماذا لا تكون من أولوياتنا؟

صدقوني إن الأمر سهل جداً... لو توافر الحب والعزيمة والنية الصادقة... ساعتها ستتغير الكويت بلمسة عصا سحرية...

ربما تكون أفكاري غير واقعية... وشطحت إلى آخر المدى، وإنها أحلام كاتبة فنانة لا يعنيها غير الكمال واللمسات الجمالية، لكنني رأيت من استطاع أن يحقق مثل هذه الأحلام بجرة قلم سحرية، ومثال على ذلك محافظ مدينة جدة الذي حولها في غمضة عين إلى أجمل المدن، وكذلك محافظ الإسكندرية السابق، وكذلك المسؤول عن مدينة أصيلة... الخ.

وبلدنا صغير وغني وبإمكاننا أن ننام ونصحو لنجده أبهى وأروع ما يكون، حتى نكون مع شعارات: «صريحون واثقون، وطنيون، متفائلون»، وحتى لانكون مع: «يائسون، قانطون، مهزمون، محبطون»، أو أن نكون بين البينين ونقول: «منتظرون، متفرجون، حالمون»، وسأستعير الشعار الأجمل لأقول في نهاية كلامي:

«إياك واليأس من وطنك».

back to top