مصطفى أحمد... طرب مفعم بالعاطفة!

نشر في 23-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 23-09-2008 | 00:00

يُعد المطرب القدير مصطفى أحمد من أبرز نجوم الأغنية الكويتية المعاصرة. قدم للمكتبة الغنائية الكويتية ما يربو على 150 أغنية، توزعت بين العاطفية، الوطنية والدينية. حقق نجاحاً في كثير من أغنياته، لا سيما تلك التي استمد ألحانها من فن السامري. أغنياته مفعمة بالعاطفة والإحساس. حصيلة مشواره الفني الطويل ثمانية ألبومات، وأغنيات مسجلة كثيرة للإذاعة والتلفزيون.

ولد المطرب مصطفى أحمد الراشد في مدينة الكويت عام 1942. كان طموحاً يبحث عن التميّز. شكّل مع الشاعر الغنائي مبارك الحديبي والملحن عبدالرحمن البعيجان ثلاثياً غنائياً، يتسم بروح الشباب والتجديد. كانوا يقدمون أعمالهم خِلسة في الجلسات الغنائية الخاصة.

لم يشأ أحمد في بداية شبابه أن يندفع الى الغناء أو يتفرّغ له، لولا إلحاح صديقيه الحديبي والبعيجان، وأثرا فيه وطلبا منه أن يتقدم رسمياً للغناء، وألا يكتفي بالجلسات الخاصة. وافق على مضض، واتخذ لنفسه اسم «فتى الكويت» وظهر لأول مرة في برنامج «ركن الهواة» عام 1961. قدم تجربته الصوتية الأولى من خلال أغنية «جودي» التي غناها الفنان غريد الشاطئ. توقف بعدها عن الغناء حوالى ثمانية أشهر، مع فنانين آخرين من بينهم: غازي العطار، صالح الحريبي، عبدالمحسن المهنا، يحيى أحمد، ثابت محمد.

تشجيع الكوادر الوطنيّة

عندما بدأت الإذاعة الكويتية نهضتها الإعلامية في أوائل الستينات، سعى المسؤولون فيها إلى تشجيع الكوادر الوطنية وإيجاد مواهب جديدة في مجالات الغناء واالتأليف والتلحين. شُكلت لجنة خاصة لاختيار المطربين الجدد، وكان من الفنانين الذين نجحوا في الاختبار مصطفى أحمد.

سجّل أول أغنية في استديو الموسيقى في إذاعة «الكويت»، مع الفرقة الموسيقية عام 1963، عنوانها «ليش تنسى الأيام»، من تأليف البعيجان وتلحينه. منذ ذلك العام وأحمد يشق طريقه، على الرغم من تحفّظ المجتمع آنذاك على الغناء والصعوبات الأخرى التي تقف في طريقه.

أغنيات عاطفيّة

عرف الجمهور الكويتي أحمد من خلال مجموعة من الأغنيات العاطفية الجميلة والناجحة، من بينها «وايد وايد»، من كلمات البعيجان وألحانه. من الأغنيات الأخرى المميزة التي قدمها في بداية مسيرته الغنائية «ياقمر ليلي»، من كلمات يوسف ناصر وألحان الفنان إبراهيم الصوله.

حفلات

شارك أحمد في حفلات كثيرة، خصوصاً تلك التي كانت تقيمها وزارة الإعلام لمناسبة العيد الوطني المجيد، وجمعية الفنانين الكويتيين بالتعاون مع وزارات الدولة ومؤسساتها، كذلك شارك في حفلات في السعودية والإمارات والبحرين وقطر.

من الأغنيات التي لاقت نجاحاً كبيراً في الحفلات العامة والخاصة التي شارك فيها أحمد، «يا عزوتي يا ترى» التي غناها عام 1968، من كلمات وألحان الفنان القدير ابراهيم الصوله، الذي استخدم فيها إيقاع «القادري»، وهو من الإيقاعات الخاصة بالأغنيات الدينية في الكويت، وقد جاء استخدامه في الأغنيات العاطفية ضمن خطة تطوير الأغنية الكويتية. يتميز «القادري» بالجمال والبساطة، ويشبه الرقص عليه إلى حد ما رقصة «السامري» عند النساء. انتشرت تلك الأغنية في دول الخليج والجزيرة العربية. يقول مطلعها:

«يا عزوتـــي يا تـــــرى

ويـــن الـضـــــواعن دواجــي

لويــــن هـــم سايــــــــريــــــــــــن

أقفن ودمعــي جــرى

مــن مقلتــي كالســــــواجـــي

وادعـــــن فــــؤادي حـــــزيــــن»

يذكر أن الفنان السعودي محمد عبده تأثر بهذا اللحن وعمل منه أغنية «غريب والله غريب» مع بعض التغيير في «الكوبليه».

تنوّع وغزارة

كان أحمد متنوّعاً وغزيراً في أعماله الغنائية التي قدمها وجعلت منه فناناً محبوباً. لم يمض وقت طويل منذ انطلاقته حتى تمكن من منافسة المطربين الذين سبقوه، ما جعله يتغنى بألحان كبار فناني الكويت وكلماتهم. من أغنياته: «كل شيء فيك تكلم»، و «أحبك أويلاه»، من كلمات مبارك الحديبي وألحان غنام الديكان، وسامرية «أهل الهوى» التي تعتبر من أفضل السامريات المطوّرة، وأغنية «الله يا الدنيا» من كلمات الشاعر الراحل الشيخ خليفة العبدالله الصباح وألحان البعيجان وأغنيات أخرى منها: «مادرينا بك»، «مكتوب علينا»، «عندك خبر يا فلانه». من الأعمال الجيدة التي قدمها عام 1978 ضمن البرنامج التلفزيوني «ليالي الخليج»، أغنية «البارحة ساهر والدمع يجري»، من كلمات الشاعر فهد بورسلي. يقول مطلعها:

البارحـة ساهـرٍ والدمـع يجــري

والقلب حزن على فرقى حبيبـه

يا من يرد الحبيب ويأخذ اجرى

قفّي بلا سبّــــة ربـي حسيبــــــــه

مشاركات خارجيّة

لم يقتصر وجود أحمد على الساحة الغنائية الكويتية بل امتدّ الى المحيط الخليجي والعربي. من أبرز مشاركاته الخارجية إحياؤه حفلة في البحرين، بعد أن توجه إليها مع وفد جمعية الفنانين الكويتيين بدعوة من نادي البحرين الرياضي. غنى في تلك الحفلة أشهر أغنية عاطفية وأحدثها في فن السامري آنذاك بعنوان «بياع الهوى»، من كلمات الشاعر محبوب سلطان وألحان الفنان القدير يوسف المهنا، يقول في مطلعها:

ترى الليل عودنـي

على النوح والسهـر

يذكـرني بيـــاع الهـوى

يــــــــــــوم أنا شــــــاري

عشيـر صفالـي بالهـوى

والهـوى أمــــر

أحبــه واراعــي الود

وكم بحت له أسراري

غنام الديكان

يعتبر أحمد من أكثر المطربين الكويتيين الذين غنوا من ألحان الفنان القدير الملحن غنام الديكان، حوالي 15 لحناً، من تلك الأعمال: «ياعين ماليه»، كلمات الشاعر مبارك الحديبي و «يا قلبي انسى» و»ليش أحبك»، من كلمات الشاعر الغنائي الراحل خالد العياف، «كل يوم تدانا»

و«أمانه الله»، من كلمات الشاعر المرحوم بدر الجاسر، «طال عمري» من كلمات الشاعر فايق عبدالجليل، «سيد القناديل» من كلمات الشاعر الكبير الراحل عبد الله عبدالعزيز الدويش، «خليجية» و«أطق طاري» التي يقول مطلعها:

البارحة أطـــق طـاري واغنــــي

أغنـــــــي أبيــات عليكم حزينـــة

الطار يرقع بين أيدني ويرني

يشكي عذاب اللي يطقه بيدينه

تشكّل تلك الألحان بصمة فنية رائعة في تاريخ الأغنية الكويتية والخليجية المعاصرة.

من تلحينه

لحّن أحمد في السنوات الأخيرة من مشواره الفني لعدد من المطربين، من بينهم حبيب فاضل وفيصل عبدالله ومحمد الويس ومبارك المعتوق. من الأغنيات التي أداها ولحّنها، «اسأل وتأكد» عام 1980 من كلمات الشاعر الراحل عبدالأمير عيسى يقول فيها:

ليتـــك سمعتـــــــي

وأول تأكـــدتــــــي

ليتـــك سمعتــــــــي

وشـويـه فكرتـــــي

من أقواله

• «أختار ما يناسبني من الألحان والكلمات التي تعطيني أبعاداً ومعاني صادقة أحسّ بها وأعايش كلماتها وأترنّم بلحنها».

• «المؤلف الناجح هو ذلك الذي يأخذ الفكرة الصادقة لكي يعبّر عنها بأمانة وصدق».

«الفن بالنسبة إليّ هواية وليس احترافاً».

• «نجاح الأغنية في الخليج نابع من البيئة التي لا تبخل بالعطاء، فهي بيئة حية متجددة في المجالات كافة ومنها الفن».

• «الفن أعطاني كل شيء».

• «لم أقلد أحداً ولم أتأثر بمطرب، تأثرت بالأغنية الناجحة».

back to top