نهاية عصر البترول

نشر في 27-05-2009 | 00:00
آخر تحديث 27-05-2009 | 00:00
 د. بدر الديحاني هل يمكن لنا أن نتصور ما مستقبلنا، كدولة، بعد نهاية عصر البترول التي يبدو أنها أصبحت وشيكة كما يتوقع وزير النفط السعودي الأسبق السيد أحمد زكي يماني؟ دعونا نعد السؤال بصيغة أخرى فنقول: ماذا أعددنا من عدة لعصر ما بعد النفط الذي يطلق عليه السيد يماني «عصر الطاقة البديلة سواء النووية أو الشمسية أو طاقة الرياح»؟

لقد توقع وزير النفط السعودي الأسبق في محاضرة له ألقاها في القاهرة في شهر أبريل الماضي ونشرتها بعض الصحف المحلية أن «عصر البترول سينتهي تماما كما انتهي العصر الحجري، وأن نهاية عصر البترول أصبحت قريبة جدا والعالم يتجه إلى استخدام الطاقة البديلة مما يضع المنطقة العربية خصوصا الدول المصدرة للبترول في مأزق تاريخي».

وزاد السيد يماني على ذلك بالقول «إن نقطة التحول من عصر البترول إلى عصر الطاقة البديلة تكمن في المحاولات التي يبذلها العلماء في كل أنحاء العالم للتمكن من فصل الهيدروجين عن الأوكسجين من دون استخدام البترول، فإذا نجحوا في ذلك فسيكون بمنزلة إعلان نهاية عصر البترول».

إن صحت توقعات السيد يماني، ونظن أنها صحيحة، فإن نهاية عصر البترول أصبحت قريبة جدا، فماذا فعلنا لمواجهة هذا المأزق التاريخي؟ وما خططنا للمستقبل الذي لن تكون فيه إيرادات نفطية ضخمة لم نحسن، للأسف، استثمارها؟ ثم إذا كان مستوى الخدمات العامة مترديا جدا الآن في ظل الوفرة النفطية، فماذا سيكون عليه مستواها بعد نهاية عصر البترول؟ وماذا عن ارتفاع معدلات البطالة؟ وما طبيعة الأعمال التي يجب على المواطنين مزاولتها بعد أن يغادرنا الوافدون كافة؟ ثم ترى هل سيكون هناك في عصر ما بعد النفط مناطق داخلية وخارجية أو سنة وشيعة أو بدو وحضر كما يحلو للبعض أن يقسم الكويتيين هذه الأيام، أم أننا سنعود كلنا إلى بيوت الطين و«الشعر» التي آوت أسلافنا في الماضي؟

ليس ذلك فحسب، بل إننا نتساءل أيضا عن شكل العلاقات الدولية التي ستتشكل في إقليمنا المضطرب بعد نهاية عصر النفط، وأين سيكون موقعنا على الخريطتين الإقليمية والدولية؟ وهل ستوافق الدول الكبرى حينئذ على إبرام اتفاقيات دفاع معنا، أم أننا لن نجد من يدافع عنا بعد نضوب النفط غير أنفسنا؟ لكن ترى هل سنكون آنئذ قادرين على ذلك بعد أن نكون قد أنهكنا أنفسنا ومزقناها بصراعات فئوية وطائفية وعنصرية مدمرة يحاول البعض هذه الأيام، مع كل أسف، أن يجعلها قضيتنا الرئيسة؟

مع كل أسف إننا مشغولون في تكرار الأسئلة السطحية التي لا تحتاج إلا إلى أجوبة سريعة وبسيطة، لذلك فإننا لا نحاول إطلاقا الإجابة عن الأسئلة المصيرية الصعبة مثل ما مستقبلنا، كدولة، بعد النفط؟ ففي الوقت الذي يحاول فيه العلماء، كما يقول السيد يماني، فصل الهيدروجين عن الأوكسجين من دون استخدام البترول من أجل إعلان نهاية عصر النفط، نجد أننا لانزال نناقش فصل الطلبة عن الطالبات في مقاعد الدراسة!!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top