لاتيني ولا تغديني
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
وسيعقب القمة العربية مباشرة قمة عربية- لاتينية، بين العرب الذين اتفقوا على كل شيء الا الاتفاق على شيء، وبين قادة دول اميركا اللاتينية، وربما يكون الاجتماع العربي- اللاتيني اجدى وانفع على طريقة المثل الشعبي «لاتيني ولا تغديني».على الضفة الأخرى من العالم، يُعقد غدا اجتماع مجموعة العشرين في بريطانيا، وهي الدول التي تهيمن على ما يقارب التسعين في المئة من الاقتصاد العالمي، وليس من المقرر ان يكون في جدول اعمالها، مصالحة او وحدة مصير، او مصالح الامة، بل هو جدول اعمال متخم بالقضايا المصيرية فعلاً، وسنرى ونقارن، بل لا حاجة إلى المقارنة، فالنتيجة معروفة سلفاً. كان لافتاً انه في ذات يوم القمة العربية، تم الاعلان عن غرق قارب يُقل 250 مهاجراً غير شرعي قبالة الشواطئ الليبية، مات منهم حتى الآن 21 شخصاً، ومازال البحث جارياً عن البقية. وتفيد التقارير بأن الأغلبية العظمى من هؤلاء المهاجرين يخاطرون بحياتهم ويتعرضون للغرق والموت في سبيل فرارهم من الاوضاع القاسية في دولنا العربية للوصول الى اوروبا، وقد بلغ عددهم هذا العام 30 ألفاً حتى الآن. والقصة مكررة في العديد من الدول العربية، والمعلومات في ذلك متواترة ومحزنة، وتعكس حالة البؤس التي وصلنا إليها.فإن كان صحيحاً أن اصحاب الفخامة والسمو والجلالة، وغير ذلك من الألقاب، قد توصلوا الى مصالحة تاريخية، أفما آن الأوان أن يفكروا جدياً في اجراء مصالحة مع شعوبهم، ويلتفتوا بعين العطف إلى الاوضاع المتدهورة التي وصلت اليها بلادهم على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء