آخر وطن: إيميل... وردّ غطاه!
كتب لها تحت عنوان «أبي إجابه»:
شاللي صاير؟! لاني فوق الأرض أمشي... ولاني... طاير! أنا مدري شاللي صاير أنا كنّي... يوم عادي فجأه جاه العيد... وحوّل... صمته الداكن... أغاني ونبضه الساكن... أماني وامتلى قلب الثواني بالحَمـَـام وبالبشاير! ولا أدري... شاللي صاير! جيتي في موكب لغه وارفه... خضرا... غنيه... وأنا قلبي... كان بور داهمتني حروفك العذبه... الشهيه بـ... سرب نور صار عمري ممتلي... شعر وشعور من هذاك اليوم وقتي أدمَن السكّر وتجنيح العطور من هذاك اليوم... أقرا... كل يوم شيقول برجي من هذاك اليوم... أفتح... للولَه... كل الستاير ولا أدري... شاللي صاير! إنتي صرتيلي خطاوي أتبعك... كلي فرح مثل درويش المدينه ما سألتك ما عرفتك ما تبيّنت الملامح أمشي مدري وين رايح مدري بستوطن حنينك ولاّ بس... بمرْ زاير! أنا مدري... شاللي صاير أسألك تكفين قولي شاللي بس وياي... صاير؟! فـ كتبت له: انشغلت وما كتبت... يومين مدري أو ثلاث! المهم أني أحس أنها سنة... تمهلت كثيرا قبل أن أكتب وقد تسيّدت رسالتك الأخيرة (أبي إجابة) كنت أحاول اختزال العيد فيك، لكنك نجحت أكثر في تجميع أعياد السماء كلها بي أنا. شاللي صاير؟ فكّرت مثلك، باللي صاير، أيعقل أن الصباح ما عاد يشرق من دون إيماءة من شِعرك! وتساءلت، شاللي صاير؟ كتبي والدراسة... والقلم وأوراقي الكثيرة وموسيقاي المفضّلة ورسوماتي، وصباح منك مندسّ في كل منها. ثمة... وقت يهرب مني خلسة ليستضيفك في يومي! أقرأ غيمــــ اتك مراراً.. تستفزني حالة الجنون التي ترشّها مثل العطر في قصائدك، أتخيّل أن القصيدة كلها فساتين للعيد تخيّل ما مدى فرحة البنت بفستان العيد! أحتار أي منها ألبس الحَمام واللاّ البشاير أو الخضرة الوارفة أو الحنين، أو النبض أو... السكّر أمارس طمعي كاملاً أثناء قراءتك... لكنني أفضّل أن أخرج من القصيدة مغمّسة بحبيبات سكّر... ليقيني أن سكّر قصائدك أكثر قدرة على التوازن مع حلاوتي... سأخبرك (قليلاً) انني بسبب صباحاتك والقوافي الفيروزية التي تنهمر عليّ كلما فتحت نافذتي... مبتهجة كثيراً حدّ الشعور بأنني فتاة محورية، وأنني استحق بأن يدور العالم حول خصري وتتوافد الأقمار لطلبي إلى حلقة رقص، سمعتهم يقولون أن الشعر يخفف أوجاع المساء (لا أدري لمن هذه المقولة) لكنني لم أعلم يوما أنه يستبدل بها صباحات كالتي ترسلها إليّ... أنت أكثر تورّطاً بالشعر المجنّح مما تخيلت/ أو ربّما الشعر أكثر تورطا بك... أكاد أشعر أنك ترتفع كشجرة سدر حين تكتب، أو ك آذان فجر... سيدي الصبح... (...)، شكراً لك بــــــحجمي أنا! غدا .. سأرتّب للصباح أكثر، فقد غلبني الوقت الآن ولم أتمكن من تطريز ضياء منمّق لأنفاس حضورك.