لو بَقِيَتْ لي لحظةٌ واحدةٌ

Ad

فَسوفَ أحياها لأَقصاها

آخُذُها بشَوقِ مأخوذٍ بها

شُكراً لِمَنْ مَنَّ فأعطاها.

أُفرِغُ مِن ذِكْري بها

ما يَجعلُ النِّسيانَ يَنساها!

أعيشُها كأنَّها

مِن لَحظاتِ العُمْرِ أحلاها وأغلاها.

إنْ أشرقَتْ..

فَعَيْشُها يُسعِدُ قلبَ سَعْدِها

وإن دَجَتْ..

فإنّه.. يُغيظُ بَلواها!

***

لو بَقِيَتْ لي لَفظةٌ واحدةٌ

فَسوفَ أحشو بالدُّنا فاها

وَسوفَ أُعلي صوتَها

كأنّما لَمْ تُخلَقِ الأسماعُ لولاها!

إن أزْهَرَتْ..

مَدَّتْ لأذواقِ الوَرى

رَحيقَ صَوْتِ لَحنِها

وَسِحْرَ صمْتِ لَونِها

وَداعبَتْ أَنفاسَهُمْ بعِطْرِ مَعناها.

وإن ذَوَتْ..

فَحسْبُها أن تُورِثَ النّاسَ لَها

في البَذْرِ أَشباها!

***

بلَحظةٍ مِنَ المُنى

وَلَفظةٍ مِنّي أَنا

سَوفَ أطيرُ بالدُّنا

فَوقَ دَناياها

وبالبَهاءِ وَالسَّنا أَحوي مُحَيّاها.

فإن دَنَتْ مَنِيَّتي

فَسوفَ لن تلقى هُنا

إلّا مَناياها!

أحمد مطر

* تنشر بالاتفاق مع جريدة الراية القطرية