كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن، وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل، فأنزل الله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"، يقنعن بالجلباب حتى تعرف الأمَة من الحرة.

Ad

هذا تفسير الطبري للآية (59) من (سورة الأحزاب)، وهو ما قالته النائبة- بإذن الله- أسيل العوضي في إحدى المحاضرات الجامعية، فقامت قائمة "الحدسيين" والسلفيين وغيرهم ممن اعتقدوا أن صراخهم وصكوك الجنة والنار التي يوزعونها ستكون كفيلة للإطاحة بأسيل العوضي.

الطبري هو مَن قال إن هناك رجالاً يجلسون على الطريق للغزل، وليست أسيل بل لأنها مطلعة وتعرف منهجها جيداً فقد نقلت تفسيراً للقرآن، والطبري هو من فسّر أن الجلباب في هذه الآية هو للتمييز بين الأمَة والحرة ولم يكن مطبقاً على عامة النساء في تلك الآية.

فلماذا تكفّر نائبتنا على ما فسّره عالم جليل كالطبري؟ فالأحمق ممن يُكفِّر دون تبيان يجب عليه أن يُكفّر مَن فسّر تلك الآيه قبل مئات السنين.

"حدس" وإخوتها ممن يتغطون بجلباب الدين، يعانون أيما معاناة في هذه الأيام، فمأساتهم الأولى هي أن صوتهم لن يكون مدوياً كما كان في أيام العسل مع الحكومات السابقة، أما مصيبتهم الثانية فهي متمثلة في مراهنتهم الخاسرة على أن الكويت لن تختار امرأة لتمثلها بالبرلمان، وهو ما سيحدث ولأكثر من امرأة كفؤة بإذن الله.

إن ما تقوم به "حدس" وإخوتها من فجور في الخصومة وتقليل من شأن الآخر، ما هو إلا استجداء للآخر لنقدهم في المنتديات والصحف، لعّل وعسى يكسبون تعاطف بعض الأصوات التي قد تعينهم، إلا أن هذا المأرب لن يتحقق لهم أبداً، فنحن نعلم رداءة حالهم، وكلما تدنى مستوى الطرح وكلما زيفوا الآراء وتلاعبوا بالكلمات زاد يقيننا بانحدار قوتهم ويأسهم الشديد.

وهاهم اليوم يجندون كل مسؤوليهم لمهاجمة شخصية واحدة كادت أن تخطف مقعدهم قبل عام وستنتزع مقعدهم هذا العام، فإن كانت أسيل العوضي تهاجم بهذا الأسلوب الحاد منهم فهو ما يزيدنا قناعة وإصراراً على دعمها... و"أكثر من أول بندعم أسيل".

 

خارج نطاق التغطية:

مشكلتنا ستكون دائماً مع بعض تيارات الإسلام السياسي التي ترغب في إدارة الأمور حسب أهوائها، فمتى ما عدنا إلى المسار لتعرية هؤلاء وكشف زيفهم سينصلح حال الكويت أما البعض الآخر من المتسلقين فالزمان سيذهب بهم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء