Ad

لا أحد يرفض دراسة الظواهر السلبية والدخيلة ولا أحد يعترض على قيام البرلمان بواجبه في مناقشة هذه الظواهر، ولكن أن تقتصر المناقشة ويختزل الحوار فقط في أمور لا تسمن ولا تغني ولا تفيد، فهذا ما لا يوافق عليه أحد.

بعيداً عن دستورية أو عدم دستورية الاقتراح المقدم بشأن تشكيل لجنة لدراسة الظواهر السلبية والمظاهر الدخيلة على المجتمع، ومع الاحترام الكامل لاعتراض الكثيرين على مسمى اللجنة ورفضهم لها، ألا يجب مناقشة قلب الموضوع أو جوهر القضية كما يقولون؟

إن دور البرلمان «مجلس شعب- أمة- كونغرس.....) في جميع دول العالم، وهم ممثلو الشعب ونوابه، هو العمل من أجل مصالح الشعب والمواطنين الذين انتخبوهم من خلال سن وتشريع القوانين ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية، كذلك من واجبهم دراسة الظواهر العامة في المجتمع سواء كانت ظواهر سلبية أو إيجابية... دخيلة كانت أو أصيلة والعمل على تقوية الظواهر الإيجابية وتعميمها والحد من الظواهر السلبية والتخلص منها، فهذا دور أساسي لأي برلمان لا يمكن لأحد منعه عنه، لذا فالأمر لا يحتاج إلى تشكيل لجنة خاصة بمسمى خاص...

أما إذا كانت الدعوة بهدف قصر عمل اللجنة على رفض حفلة هنا أو فرض لباس هناك فهذا أمر مرفوض، لأننا إذا أردنا الحديث مثلا عن المظاهر السلبية فهي كثيرة، أليست المعاناة الإنسانية الشديدة والدائمة التي يعانيها الإخوة البدون من المظاهر السلبية؟! ألا تعتبر التفرقة في المعاملة الإنسانية بين الوافد المقيم والمواطن من المظاهر السلبية؟! ألا تعتبر حقوق الخدم المسلوبة من المظاهر السلبية؟! فهل ستنظر اللجنة إلى كل هذه المظاهر أم ستكتفي بعين واحدة في نظرها؟!

ويعتبر الحديث المقترح حول تشكيل هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رغم أنه شائك ومحرج، فإن هذه الهيئة في حد ذاتها من الظواهر الدخيلة على المجتمع، فهي أصلا غير موجودة، ولم تكن موجودة في يوم ما، وكما هو معروف هي غير موجودة في أي دولة عربية باستثناء واحدة (كما نعلم جميعا)، فمنذ متى كانت هناك مجموعة محددة بلباس مميز وشرطة خاصة منوط بها تعليم الناس أمور دينهم وإجبارهم على سلوكيات بعينها؟ وأين المعروف في وجود شرطة وغصب وإجبار؟

لا أحد يرفض دراسة الظواهر السلبية والدخيلة ولا أحد يعترض على قيام البرلمان بواجبه في مناقشة هذه الظواهر، ولكن أن تقتصر المناقشة ويختزل الحوار فقط في أمور لا تسمن ولا تغني ولا تفيد، فهذا ما لا يوافق عليه أحد، وإن كان يذكرني بالمثل الشعبي:

«قال له إيه ناقصك يا عريان قال له الخاتم يا مولاي»