رسالة إلى الشريف!

نشر في 07-10-2008
آخر تحديث 07-10-2008 | 00:00
 د. ساجد العبدلي الدكتور محمد عبد الغفار الشريف، الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أما بعد،،،

كلي يقين بأنك لاتزال تذكر سلسلة المقالات التي كتبتها ولمرات عديدة عن الارتباك والتجاوزات الإدارية والشبهات، التي أحاطت، ولاتزال، بالأمانة العامة للأوقاف، وأني ولأكثر من مرة قد بعثت الرسائل بضرورة إصلاح ذلك الوضع المتردي، والشبيه بالثقوب السوداء، حيث تمتص وتهدر الموارد والأموال بشكل مهول تحيط به الريبة من كل صوب لتختفي في أماكن ومصارف وجيوب الله بها عليم، مما أثار الشكوك والحفيظة بل وساهم في تشويه صورة العمل الخيري، والتقليل من مصداقية كل العمل الإسلامي وزعزعة ثقة الناس به، ليضيف لونا قاتما آخر على المشهد، المليء باللطخات والألوان القاتمة أصلا، تلك التشوهات التي رسمها بعض أبناء هذا العمل من الإسلاميين بأيديهم وللأسف!

وأذكر في المقابل، كيف أنك لم ترد الاستماع لمثل تلك النصائح، وكيف أنك ومن حولك من حوارييك أصررتم على الاستمرار في المسيرة نفسها بالرغم من كل الانتقادات، صارفين النظر عما قد تكون قد حملته هذه الانتقادات من صواب وحقيقة.

اليوم حانت ساعة المواجهة، فملفات وزارة الأوقاف قد فتحت في عهد وزيرها الجديد بعد أن رحل من كان الذرى الحامي والمظلة الواقية والحصن المانع لكم، وها هي ملفات الأمانة العامة للأوقاف ستلحق بلا شك بملفات سابقتها قريبا، وستوضع على طاولة البحث والتقصي، في ظل الصراع السياسي المحموم، وصار اليوم لا عاصم إلا الله من أن يقذف لاعبو الأمس الذين تنعموا بالجري بعرض ملاعب الأمانة وطولها، واستمتعوا بالنهل من خيراتها، والتنزه في أصقاع الدنيا على حسابها، خارج الملعب... بل وأن يكون خروجهم بزفة طبل ومزمار على صفحات الجرائد!

دكتورنا الكريم، أتمنى أن تستمع إلى النصيحة هذه المرة، وألا تكابر مثلما دأبت على فعل ذلك في السابق. أمامك اليوم واحد من خيارين، هذا إن أردت الخروج بأخف الأضرار وأكبر المكاسب.

إما أن تستقيل وترحل بهدوء، فتعصم نفسك وتاريخك مما سيحدث حين تصبح الملفات والتجاوزات والهدر منشورة على صفحات الجرائد، وهذا قادم لا محالة، وما مثال مركز الوسطية عنك ببعيد، ولا أظنك تجهل قدرة بعض صحفنا وإعلامنا على تشويه الصور وقلب الحقائق وتزييف الوقائع، فما بالك إن كانت الاتهامات تلامس الحقيقة بل تضربها في قلبها!

وإما أن تقف أمام الجميع وبكل شجاعة، فتفتح ملفات الأمانة العامة للأوقاف كلها للمراجعة بنفسك على يد مدققين ومراجعين من جهة محايدة، ويفضل أن تكون واحدة من شركات التدقيق المعروفة، لتثبت للناس أن الاتهامات والتشكيكات كلها باطلة، وحينها سنقف جميعا لنصفق لك، وسنهتف بأن يطيل الله عمرك وينفع بعلمك وعملك.

دكتورنا العزيز، أسلوب التجاهل وترك الأمور تمشي بقوة الدفع الذاتي لن يجدي نفعا هذه المرة، فإن لم تحرك ساكنا لتصحيح المسار وتنزل من برجك العاجي، فكن على ثقة بأن التغيير قادم على يد الآخرين ممن يتحينون الفرصة للانقضاض، وهؤلاء كثر!

هذا والله الموفق،،

كتبه: ساجد العبدلي

back to top