لعلّي لا أغالي إذا نوهت بأن «شافيز» رئيس جمهورية فنزويلا: أصبح يتمتع بشعبية جماهيرية عارمة يغبطه عليها الحكام العرب قاطبة ذلك أن موقفه تجاه العربدة الإسرائيلية الإجرامية في غزة، والمتبدي بطرده للسفير الإسرائيلي في بلاده، أثلج صدور الشعوب العربية قاطبة، وأفضى إلى فضح سوءة المهرولين صوب السلام الإسرائيلي، وأدى إلى تأكيد تعرية موقف إسرائيل من دعاوى السلام! لأن ممارساتها العدوانية الإرهابية في فلسطين المحتلة، لا تشي البتة بأنها راغبة بحق في السلام العادل! اللهم إلا اذا كان هذا العادل مخلوقاً في رحم إسرائيلي صهيوني فقط لا غير!

Ad

لقد أطلقت الصحافة العربية صفات الفلسطيني والعروبي وغيرهما على الرئيس «شافي» وهو اسم الدلع الحركي الذي يليق به ويستأهله كما أحسب. ولا جدال في أن الرئيس «شافيز» سحب البساط من تحت القادة العرب، وسرق منهم الكاميرا، كما يقولون بلغة السينما وقاموس السينمائيين! من هنا: لاذت دولة قطر بالصمت، تجاه وجود الممثلية الإسرائيلية في عاصمتها، وكان عذرها أقبح من فعلها!

ومن هنا: حريّ بجامعة الدول العربية الاحتجاج ضده وعليه لأنه يدس أنفه في ما لا يعنيه! ويصطاد في المياه اليعربية العكرة! وربما يستوجب الأمر من القمة العربية القادمة توجيه لوم شديد اللهجة، لكونه مارس عملية «ستربتيز» فضائحية عرّت سوءه أسطوانة الشجب والتنديد إياها! على الرغم من أن اجتماع وانعقاد القمة بات يعد «إنجازاً» في حد ذاته. وهو عادة ما يتمخض عن «توررات» وتعني ذلك المولود الهجين المتذبذب بين التوصيات والقرارات! فدولة قطر «العظمى» بجلالة قدرها! لم تشأ التأسي بموقف الرئيس «شافيز» واختارت إرجاء طرد ممثلي إسرائيل إلى حين خراب غزة وإبادة أهاليها كلهم!

إن العبد لله لا يزعم أنه كاتب سياسي لاسمح الله، فما أدبجه في هذه السطور مجرد خاطرة تجسد أضعف تجليات شد الأزر! لاسيما أن الأرض تتكلم بالعربي طافحة بالكتّاب والمحللين السياسيين الذين فيهم الغث والسمين، اللهم زد وبارك!

والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق هذه الهذرة هو: هل تؤمن إسرائيل بالسلام العدل العادل، أم أنها تهدف إلى فرض السلام الذي يفصله الساسة «الصهاينة» الذين مارسوا بأنفسهم عمليات الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، ومصر المحروسة، ولبنان الشقيق؟ إن سلامنا الموعود مع إسرائيل هو: سلام من طرف واحد فقط لا غير هو نحن العرب! ولعل موقف الرأي العام الإسرائيلي من حرب الإبادة والعربدة اللتين تكابدهما غزة، تقوض دعاوى السلام الذي يبشر به «حكماء بني صهيون» والحكام العرب جلهم! أعرف سلفاً أن المهرولين صوب سراب السلام الإسرائيلي الصهيوني سيكيلون لي معلقات: الردح؛ ومشعلقات «الهجاء»، وكل ما في ديوان العرب العتيد من قدح وذم، فضلاً عن عداء للسامية يزأر بها الصهاينة «فزاعة» لكل من تسول له نفسه الأمارة بفضح عورة أعداء السلام مرتكبي «الهولوكست» الفلسطينية في غزة الغاصة بصرخة «وا معتصماه» خشية أن تكون هتافاً بواد غير ذي استجابة فاعلة!

لكني مع ذلك (آمل في الزلازل المقبلة بألا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج سيجاري) بحسب «بريخت» (لا تخدع ثانية بالمحور أو الحلفاء)... «فالوطن الآن على مفترق الطرقات؛ وأقصد كل الوطن العربي، فإما وطن واحد أو وطن أشلاء...» كما قال عمنا «مظفر النواب» شفاه الله. والحق إن أخشى ما أخشاه هو أن تتحول استغاثة «وا معتصماه» الخالدة إلى «وا شافيزاه» ولا حول ولا قوة إلا بالله!