سمير القلاف: النصوص السيّئة سبب غيابي!

نشر في 22-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 22-09-2008 | 00:00
تخطّى عمره الفني الأربعين عامًا وما زال يمتّعنا بأجمل الأدوار، صاحب البسمة الخفيفة الذي يكره أن تكون الكوميديا مجرّد كلمات و{أفيهات» مبتذلة تخلو من المضامين والرسائل الواعية، ويغضب من الإسفاف والخروج غير اللائق عن النص، قدّم دور «مرعوب» فسُجّل في ذاكرة التاريخ... إنه الفنان القدير سمير القلاف.

عاصر القلاف الأجيال الفنية المتعاقبة، فكان خير شاهد على تحوّل الدراما وتبدّل أحوالها. بدأ عشقه للفن منذ صباه واستهل علاقته به مع فنانين رفيعي المستوى. قدّموا فنّاً راقياً وناقشوا قضايا اجتماعية مهمّة. دخل عالم الأضواء والشهرة في أوائل السبعينات، وكانت البداية مع كتابة مسرحية «عمال الورشة» التي ألّفها لنقابة العمّال، وعن ذلك يقول الفنان القدير إن الصدفة جعلته فنانًا، فعندما ذهب لتوصيل صديقه الذي كان من المنتظر أن يجري اختبارا للمشاركة في بروفات مسرحية «بني صامت» للفنان عبد الحسين عبد الرضا، ارتأى أن يتقدم هو أيضاً للامتحان ذاته، وكانت المفاجأة أن لاقى استحسان الجميع. الطريف في الأمر أن صديقه لم يستطع اجتياز الاختبار، رغم أنه كان مستعدا له. منذ تلك اللحظة وإلى اليوم، لم يزل القلاف متواصلاً مع الفن، يمثل ويكتب وله مسرحيات ومسلسلات كثيرة، آخرها أعمال تلفزيونية ومسلسل إذاعي.

يرى أن أدواره كافة مهمّة ويعتز بها، لأنها من اختياره وكان مقتنعاً بها، إلا أن دور «مرعوب» الذي قدمه في مسلسل «درب الزلق» حُفر في ذاكرة المشاهدين، ولا يستطيع أحد تجاهله أو نسيانه.

ابتعاده عن التمثيل

أكّد القلاف أن سبب ابتعاده عن التمثيل وقلة ظهوره في الفترة الأخيرة يعودا إلى قلة النصوص التي تسطيع إجباره على الموافقة على تجسيدها، يضيف: «الآن أصبحت البطولة لمن يملك المادة وليس لمن يحترف التمثيل وأنا ممثّل عاصرت الجيلين، أولهما جيل رفع مستوى الدراما الكويتية خليجيًّا وآخر ساهم في تراجع مستواها». كذلك أرجع أسباب ما يحدث في الساحة الفنية الى المنتجين. «من يملك مادة للإنتاج يفصِّل العمل على مقاسه لأنه صاحب «الفلوس»، حتى ولو لم يكن يعرف أبجديات التمثيل، لكنه يفرض نفسه ويختار أبطال العمل أيضًا ويتحكم في أدوارهم وظهورهم بحسب هواه، أما المحترف فله الله لأنه لا يرضى بأي دور. المشكلة أن ثمة من يرضى بأيّ دور ويظهر من أجل الظهور فحسب، ولا فرق عنده سواء في المادة أو في حجم الدور او طبيعته، هؤلاء هم من ساهموا في تأخّر الدراما الكويتية التي كانت رائدة لفترة قريبة جدًا، وصار التمثيل للأسف تعليقات وإسقاطات شخصية هدفها الضحك من دون معنى والخروج عن النص بما لا يخدم سياقه، بالإضافة الى الإسفاف في الطرح».

احترام واجب

يكنّ القلاف للفنانين الذين واكبهم احتراماً وتقديرا، منهم: كنعان حمد، عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، إبراهيم الصلال، محمد جابر، علي المفيدي، خالد النفيسي، حياة الفهد، عبد الرحمن العقل، سعاد عبدالله، مريم الصالح، مريم القضبان، علي جمعة، طارق العلي، وغيرهم. هؤلاء النجوم قضى معهم أيامًا لا تُنسى وقدّم أدوارا منها المكتوب ومنها ما جسّده أمامهم.

جديده

قدّم القلاف مسلسلين في رمضان أحدهما «عيال بو سالم»، من تأليف عبدالكريم المعيان وإخراج حسين ابل، وبطولة غانم الصالح، عبدالرحمن العقل، محمد جابر، منى شداد، محمود بوشهري، سعاد علي، محمد المنيع، رزيقة الطارش، ملاك، نادية العاصي، واسامة المزيعل، ويجسد شخصية «مينون الفريج».

المسلسل الثاني بعنوان «مسك وعنبر»، من تأليف عبدالعزيز المسلم وفوزي القاضي ومفرح حجاب وجوهر الجويهل، وإخراج شرويت عادل والبيلي أحمد، وبطولة نخبة كبيرة من ألمع النجوم من بينهم: سعد الفرج، غانم الصالح، جاسم النبهان، عبدالعزيز المسلم، انتصار الشراح، عبدالإمام عبدالله، عبير الجندي، سعود الشويعي، هبة الدري، خالد أمين، خالد البريكي، أميرة محمد، الهام الفضالة، محمد الشعيبي، مرام، مشعل الشايع، جمال الشطي، نصر حماد، ايمان القصيبي، عبدالله الباروني، نادية كرم، وغناء فرقة ميامي وبشارالشطيز. قدّم القلاف فيه حلقتين منفصلتيين هما: «علي بابا و40 حرامي» و«أميرة الثلج والروتين».

من هو؟

سمير إبراهيم صالح القلاف من مواليد الكويت، متزوج ولديه ستة أبناء، نشأ وتلقّى تعليمه في مدارس كثيرة في الكويت، دخل الفن بالصدفة وواكب زملاءه الفنانين، منهم علي المفيدي، عبد الحسين عبد الرضا، خالد النفيسي، عبد الرحمن العقل، وفنانين كبارا كثيرين. شارك في مهرجانات خيرية ووطنية عدة، وترك بصمة في مسلسلي «درب الزلق» و{الأقدار».

من أعماله

قدم القلاف مسلسلات عدة أبرزها: «درب الزلق»، «الأقدار»، «الغرباء»، «رقية وسبيكة»، «على الدنيا السلام»، «خرج ولم يعد»، «العتاوية»، وأعمالا كثيرة أبدع فيها وقدّم من خلالها الكوميديا الراقية. آخر أعماله الدرامية والتي ما زلنا نستمتع بها في الشهر الكريم مسلسل «مسك وعنبر» و»عيال بو سالم». من المسرحيات التي قدَّمها: «بني صامت»، «مخروش طاح بكروش»، «سيف العرب»، «على هامان يافرعون»، «ضحية بيت العز».

ظلموه فقالوا

تعرّض القلاف لإشاعات كثيرة، كما هي حال أهل الفن، وأبرزها ما تردد لفترة أنه لا يحمل الجنسية الكويتية، وأنه على خلاف مع الفنان طارق العلي، وأن الفنان عبد الحسين عبد الرضا استغنى عنه في أعماله.

العثرة

في ما يتعلق «بالعثرات» والصعوبات التي اعترضت طريقه، يقول القلاف: «العثرات في حياتي قليلة الى حدّ ما، وكلها تقريبًا قضاء وقدر. أذكر مرة أنني كنت وأصدقائي في طريق «الشاليهات»، عائدين بسيارة صغيرة من رحلة «حداق»، وكنا سبعة «محشورين» داخلها، فتعرضنا لحادث سير يصعب نسيانه. غفونا جميعاً من شدة التعب والإرهاق، وكذلك السائق، وفجأة صحوت على «هزهزة» السيارة فأمسكت المقود، لكنني لم أستطع تدارك الأمر، فانقلبت السيارة وأُصبت بكدمات وكسور في كامل جسمي. نُقلنا جميعاً إلى المستشفى، ودخل البعض في غيبوبة، لكن الحمد لله لم يمت أحد، ولولا فضل الله ثم عناية والدي الذي كان خبيراً في الطب العربي لكنت أمشي الآن على مقعد متحرّك.

back to top