كأسك... يا غزة!
هل كانت حسابات «حماس» صحيحة؟ وعُدتها للمواجهة كاملة؟ وتحالفاتها موثوقة؟ أم أن كأس الوطن المسلوبة والجريحة مازالت على مائدة اللئام ليساوموا عليها أو ينتشوا بها، أو حتى ليملؤوها بدماء الأبرياء التي تُسفَك هناك هدراً في سبيل مشروعهم العبثي؟
في مسرحية «كاسك يا وطن» الهزلية السياسية، التي لاقت رواجا وانتشارا واسعا ومثلت نقطة فارقة في حياة الممثل دريد لحام منذ أكثر من 25 عاما، كان هناك مشهد معبر وفريد من نوعه وصلت فيه الحبكة الدرامية إلى ذروتها عندما يرفع دريد لحام جثة طفلة بينما يصدح صوت المقرئ عبدالباسط عبدالصمد المؤثر بآية «وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت». تلك الجثة، أو الموءودة، كانت تعبر عن آخر مذابح العرب في زمن تلك المسرحية، وهي مذبحة «صبرا وشاتيلا» التي تمت على أيدي المجرمين الإسرائيليين الطليقة، وهي في جانب منها نتاج الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها منظمة «فتح» وتفرعاتها وتسببت في عداوات لما صنعته من ممارسات، منها «فتح لاند»، والجبهة الوطنية في لبنان، وغيرها من شطحات سابقة في الأردن أوصلت إلى أحداث «أيلول الأسود». واليوم في غزة تتكرر المأساة التي لا تتوقف فصولها على يد المجرم الإسرائيلي نفسه، ولكن بنفس حسابات وممارسات الطرف الفلسطيني الملتبسة، ولكنه بحلَّة مختلفة وشعار جديد «الإسلام هو الحل». فالموءودة على شاشات الفضائيات كلها مازال مرسوماً على وجهها المغدور تساؤلٌ: «بأي ذنب قتلت»؟ والمنكوبون في غزة يسألون: هل كانت حسابات «حماس» صحيحة؟ وعُدتها للمواجهة كاملة؟ وتحالفاتها موثوقة؟ أم أن كأس الوطن المسلوب والجريح، مازالت على مائدة اللئام ليساوموا عليها أو ينتشوا بها، أو حتى ليملؤوها بدماء الأبرياء التي تُسفَك هناك هدراً في سبيل مشروعهم العبثي؟ إنها تساؤلات ينبغي أن تسمع الجماهير إجابات عنها من «حماس» بعد أن تنجلي الغُمّة، وكذلك ممن وراءها في تنظيم «الإخوان المسلمين» ومرشدهم العام مهدي عاكف الذي عبَّأ الأمة للحظة الجهاد المرتقبة عاجلاً وليس آجلا، فانكشف ظهرها لصفعة جديدة، كما يتعين أن يُسأل الشيخ عاكف وتنظيمه أيضا عما فعله حلفاؤه في جبهة الممانعة والمقاومة... لنصرة غزة؟!