Ad

أولاد الـ. إيه؟!

قلنا في الحلقة السابقة ان صديقنا الدبلوماسي الخليجي أولم لنا وليمة باذخة انا وسليمان الفهد، وقلنا انه معجب بالشعراء الصعاليك ويحفظ لهم الكثير من الاشعار وتستهويه حياتهم وتشردهم في العصر الجاهلي، وقلنا ان وليمته العامرة قد حوت نخبة المجتمع، وقلنا اننا سليمان الفهد وانا قررنا ان نرد له (العزومة) وعلى طريقة الصعاليك، لا سيما ان ابا نواف قال له يا سعادة الدبلوماسي أتعرف ان آخر احفاد الصعاليك هو صاحبنا سليمان الفليح (ما غيروه!)، ولذلك لا بأس ان تتسكع معنا يوما لتتحرى حياة الصعاليك المعاصرين عن كثب)، وقلنا ان الدبلوماسي ابتهج كثيرا لهذه الدعوة ولكننا اشترطنا عليه ان يأتي بالسيارة الدبلوماسية (لزوم الكشخة والفشخرة) و(التنطح) عند اصحابنا الصعاليك بأننا نعرف واحداً دبلوماسياً واننا لسنا مثلهم (حوش)، ورص و(هلافيت) وزعران واولاد كلب! ثم انه من المهم ان نريهم رأي العين (اهميتنا) في بلادنا (ليش لأ) بدليل ان هذا الدبلوماسي يقود بنا السيارة ونحن «نتبرجز» في المقعد الخلفي مثل سفراء الدول الافريقية، وبمناسبة الحديث عن سفراء الدول الافريقية و«سفهاء» دول الاخرى اذكر ان الصديق «النكتي» الساخر نجم عبدالكريم كان يدرس الاخراج السينمائي في القاهرة وساهم او اخرج فيلم (النداهة) الذي كلما تذكره الآن شعر بـ«الندامة».

اقول اذكر ان نجم استقبل الفنان الكبير سعد الفرج في مطار القاهرة وكان الفنان سعد يعتمر «طربوشا» وهو كما تعرفون اسمر البشرة مثل الأفارقة، وما ان اقترب من تاكسي المطار حتى هرول نجم وفتح له الباب بانحناءة ظاهرة ثم ركب نجم بجانب السائق الذي اخذ يثرثر و«مزاجه مش ولابد» فقد اوعز الى نجم ان يسكت السائق الثرثار بقوله باللهجة الكويتية «ول. صك علينا صكة. نيم «بو لباس» فانبرى السائق يسأل نجم بلهفة «سعادتو بيقول ايه؟!» فقال له نجم يا اسطى هذا سفير (الصكستان) يقول لك «لا بأس. لا بأس» اي استمر بالحديث وانا اقوم بالترجمة فأخذ السائق يشتم (الأفارقة) «ولا دين الـ أيه» وانهم ودولهم عبء على مصر التي لا تستفيد منهم شيئا، ثم قال نجم للسائق سأترجم له كلاما جيدا لكي يعطيك (بقشيشا) محترما، وهكذا اخذ نجم يوجه كلامه الى الفنان سعد (كوكا ريكسو، كوكا كاكا)، وهكذا الى ان وصلوا الى العمارة التي يقيم فيها نجم فقفز ليفتح باب السيارة لسعد الفرج. وكان نجم يمشي امامه مرحبا ثم عاد الى السائق وقال له: اسمع يا اسطى سعادتو يحمل (ترافل شيك) ولا يحمل نقودا لكي ينضحك البقشيش (اللي هوه) لذلك لا بأس ان تعود لنا في الغد واعطاه رقم شقة وهمية، والى اليوم لم يستدل على شقة سعادة السفير (الصكستاني).

***مضى على ذلك الحادث عامان ونسي نجم ذلك الموقف وصدفة قام سعد الفرج بزيارة اخرى الى القاهرة واستقبله نجم في المطار، وحينما وضع شنطته في سيارة الاجرة انحنى ليفتح له الباب ليكرر (اللعبدة)، وما ان ركبا حتى التفت نجم الى سعد وقال سعادة السفير (كوكا ريكو كوكو كاكا). وهنا دعس السائق بسرعة على الفرامل ثم صاح: «يا ولادين الابالسة. انتم تاني؟!»