تمثل المعونات الخارجية حاليا قطاع أعمال تبلغ قيمته 100 مليار دولار أميركي، ويتوسّع بسرعة اليوم أكثر منه قبل جيل مضى، لكن هل هي فعالة؟ بل هل هناك حاجة إليها أصلا؟
اتسمت المحاولات الأخرى للإجابة عن هذا السؤال المهم بهيمنة التركيز على تأثير المعونات الرسمية المزوّدة من قبل الحكومات، ولكن اليوم ربما كان نحو 30 في المئة من المساعدات مزودا من قبل المنظمات غير الحكومية، وأكثر من 10 في المئة يقدم كمعونات عاجلة.في هذه المحاولة، التي تعد الأولى على الإطلاق، لتزويد تقييم عامّ للمعونات الدولية، يقدّم روجر ريدل تقريرا صارما لكنه سهل القراءة للمساعدات الدولية، ما لها وما عليها.والكتاب الذي بين أيدينا يعد أول كتاب حول المساعدات الدولية يزود القارئ بدراسة شاملة عن المساعدات الحكومية، وتلك المقدمة من المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى المعونات المتعلقة بحالات الطوارئ والمساعدات الإنسانية.يجادل المؤلف، بشكل مقنع، بأنّ المساعدات ليست ضرورية من أجل حدوث التنمية، ومع ذلك، فإذا استعملت بالشكل الصحيح، فمن الممكن أن تزوّد محفّزا مهما لتعجيل عملية التنمية. ويجادل بأنّ من بين أهم عيوب المساعدات الدولية وجود الكثير من المتبرعين والكثير من المنظمات غير الحكومية المكتنفة في العملية.ولإثبات حجته، يطرح المؤلف الأدلة، ويعرض الحالات التي فشلت فيها المعونات الدولية، ويوضّح سبب ذلك؛ كما يتناول بالدراسة الطرق التي تقوم بها المناورات السياسية بتشويه المعونات، ويحلّ الفرضيات الأخلاقية والأخلاقية التي تكمن وراء الاعتقاد بأن المساعدات تفعل خيرا. ويختتم الكتاب بتفصيل الطرق العملية التي تحتاجها المساعدات الدولية للتغّير إذا أريد لها أن تُصبح قوة فعّالة للخير الذي يدّعي مقدموها أنهم يفعلونه. الناشر: مطبعة جامعة أكسفورد، الولايات المتحدة الأميركية.
مقالات - زوايا ورؤى
كتاب تحت الضوء: هل المعونات الخارجية فعالة حقا؟
12-01-2009