• من منا لم يستغرب الانقلاب العسكري الأخير في موريتانيا؟ بعدما اعتقدنا أن زمن الانقلابات العسكرية قد ولَّى، ودخلنا عصر الديمقراطية والتداول السلمي للسلطات عن طريق صناديق الاقتراع وليس الدبابات، فموريتانيا ذلك البلد الصحراوي الذي يتصدر قائمة أفقر دول العالم، وأكثرها حاجة إلى الاستقرار السياسي، فجأة وتحت أنظار جامعة الدول العربية، زحف الجيش الموريتاني ضد الحكومة المنتخبة بانتخابات حرة، منذ مارس العام الماضي وتحت إشراف دولي، ويرأسها سيدي ولد الشيخ عبدالله، أول رئيس منتخب ديمقراطيا منذ استقلال البلاد عن فرنسا قبل أكثر من أربعين عاما. خلاصة الأمر... ان الانقلابيين سيجدون تبريرات كثيرة يتجاهلون بها إرادة الشعب الموريتاني، وإذا كان المحرك الرئيسي للاضطرابات كما يجمع الكثيرون، هو تصاعد موجة الغلاء والفقر وأسعار المواد الغذائية، فعلينا وقبل استضافة القمة الاقتصادية العربية المقبلة، الاستعداد «بوصفة سحرية» لدعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي معا، لدى الدول العربية الواقعة بين فكي كماشة الارتفاع الجنوني في أسعار الوقود والغذاء معاً.

Ad

• ومن منا لم يستغرب الانقلاب التعليمي الثقافي بدول الخليج في ظل انتشار الجامعات الخاصة الخليجية؟ فعلى الرغم من المعايير الخاصة بوزارة التعليم العالي للاعتراف والتقييم والتي تشاركنا فيها سلطنة عمان، فإن بعضهم يحاول استخدام الضغوط الشعبية والبرلمانية لدفع الوزارات إلى التنازل عن بعض الشروط، والاندفاع خلف المشاريع التعليمية التجارية الهادفة إلى الربح المادي فقط. أقول ذلك في الوقت الذي نعترف فيه بضعف مخرجاتنا التعليمية، سواء بالنسبة إلى الثانوية العامة أو حتى الجامعية، بسبب عدم مقدرتها على مواكبة سوق العمل أو عالم التكنولوجيا ورواج سوق البرامج التدريبية لدى العديد من الوزارات «لمحو أمية» الخريج الجامعي!

* ما الأسباب التي أدت الى تصاعد أزمة العمال الآسيويين وتحولها إلى إضرابات ومظاهرات؟ وما وظيفة اللجنة العليا لحقوق الإنسان بوزارة العدل؟ ولماذا لم تستطع نزع فتيل الأزمة قبل حدوثها؟ ولم تأخذ الاستهتار في التعامل مع عمال النظافة بمحمل من الجد؟ ولم تطلب التحقيق في أسباب ازدياد حالات الانتحار لدى عمال النظافة وقيام شركات استقدام العمالة بتأخير صرف الرواتب، وتوفير سكن مخجل للعمل، وإيقاف جريمة الاستقطاع غير المبرر من رواتبهم؟... لم أحزن فقط لإخلالنا بميثاق حقوق الإنسان، إنما حزنت أيضا لتعرض شعب مسلم لإهانة في بلد مسلم.

* كلمة أخيرة... من منا لم يستغرب تقلب اراء بعض النواب تجاه «الخطاب الخارجي» الكويتي؟ ففي أغسطس العام الماضي وبعد حادث الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي الشاب في طهران، ارتفعت أصوات البعض منتقدة «الهدوء الدبلوماسي» الحكومي واصفة إياه «باللامبالاة»، واليوم وفي أغسطس أيضا والكويت على بعد خطوات من الرئاسة الدورية لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ترتفع بعض الأصوات منتقدة لغة «الحسم» في الخطاب الخارجي والتحدث باسم المصالح الخليجية!! وماذا عسانا أن نقول... إلا أنها «تقلبات شهر أغسطس».

وكلمة بعد الأخيرة... باقة ورد لجميع من هنأني بالفوز في الانتخابات الإقليمية لمنتدى القيادات العربية الشابة، وأخص بالذكر مها الغنيم رئيسة دار الاستثمار العالمي، والأخ فريد الفوزان رئيس الفرع الكويتي للمنظمة.