تمر ذكريا الجلوس والتحرير في أجواء من اليأس والتشاؤم والهلع على المستويات كافة والتي في نهاية المطاف لن تساعدنا أو وطننا للخروج من الأزمة أو التفكير المتزن للخروج منها. ورغم أنني أتفهم الكثير من هذه المشاعر السلبية، فإنني أرى فيها بعض المبالغة. فرغم مرارة الواقع فهنالك مازال جزء ممتلئ في الكأس تعلمنا أو تعمدنا ألا نراه.
(1) «أقسم» مشروع جميل قام على يد مجموعة جميلة من شباب الكويت وشارك فيه لفيف من فناني ولاعبي ومعلمي الكويت وغيرهم من الأطباء والأدباء والشخصيات العامة، وهو عبارة عن رسالة مباشرة للتفاؤل ومعادلة بسيطة للنجاح عبر التواصل والتسامح واحترام القانون وإنجاز كل فرد في المجتمع لدوره بضمير مهما كان حجم هذا الدور... كيف لنا أن نيأس من وطن فيه مثل هذه الإمكانات؟ للاطلاع: http://oqsim.blogspot.com(2) قبل فترة غير قصيرة أعلن مجلس الوزراء تسمية عدد من المناطق والشوارع «بأسماء شخصيات كويتية ممن توفاهم الله وقدموا خدمات جليلة إلى الكويت» مثل سامي المنيس وعبدالعزيز الصرعاوي وعبدالله زكريا الأنصاري وغيرهم الكثير. وهذه بادرة إيجابية- وان كانت متأخرة- لاحترام الدولة والتاريخ لمن يخدم هذه الدولة بإخلاص. ألا يعطينا هذا أملاً بعدالة المستقبل؟(3) «مبرّة خير الكويت» مجموعة من سيدات ورجال الكويت تعمل بصمت وبعيداً عن الأضواء لدعم الفئات المستضعفة في الكويت التي لا تجد من يتكلم باسمها مثل الأيتام والمسنين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. والخدمات التي تقدمها المبرّة حاليا للأيتام تعادل إن لم تفق المقاييس العالمية للخدمة الاجتماعية. فهل نضب «خير الكويت» تماما لنفقد الأمل؟(4) من الأخبار التي مرت أيضا دون أن تأخذ حقها من الإشادة والفرح إدانة بعض المشاركين في الفرعيات القبلية وصدور أحكام عليهم. صحيح أن الأحكام لم تطل الكل، ولكن لماذا نركز فقط على النصف الفارغ؟(5) «لجنة حقوق الأطفال» لجنة شعبية تأسست على يد طلبة الطب في جامعة الكويت تستهدف حماية حقوق الأطفال بشكل عام وحمايتهم من الإساءة والاستغلال بشكل خاص. وهي مجموعة كبيرة من مجموعات حقوق الإنسان وحماية الدستور والحفاظ على البيئة والتراث التي تتنامى في المجتمع بشكل تلقائي وعفوي لتسد حاجاته وتملأ الفراغ الذي تركته مؤسسات الدولة. أليس في ذلك مؤشر على خير هذا الشعب؟ (6) إنجاز آخر وهو النهاية السعيدة والخاتمة لسرقة العصر والقبض على عصابة علي بابا والأربعين حرامي وإدانتهم وإعادة أموال الدولة مع الفوائد لاحتياطي الأجيال القادمة... ها؟!... لا عفواً، هذا حلم وليس واقعاً للأسف. ألم أعترف بأن جزءاً من الواقع مازال مريراً؟ (7) ولكن الدفعة الكبرى التي لابد أن نستشعرها ونعزز أثرها هي الإجراءات الإصلاحية الأخيرة في الشقيقة السعودية من توزير امرأة إلى تغيير رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس هيئة الأمر بالمعروف التي اعتبرها بعض السعوديين «هدية عيد الحب من الملك لشعبه». فطالما اكتسبنا العدوى السلبية من محيطنا، أليس من المنطقي أن نتوقع شيئاً من العدوى الإيجابية هذه المرة؟المشاعر والأفكار معدية تماماً كالبكتيريا والفيروسات... لتكون عدوانا للآخرين... التفاؤل والأمل بشعب هذا الوطن العزيز.
مقالات
واقع وأحلام
01-03-2009