ما يلفت النظر من خلال الأحداث الأخيرة أن الكثيرين يقولون إن الحكومة تكسب أعداء جددا، وصنعت من خصومها أبطالا، مدللين بذلك على فشلها الذريع في تحقيق أي فوز في أي معركة تخوضها، لكن هذا الكلام غير دقيق لأن من يدير المعركة ليست الحكومة المغلوب على أمرها، إنما الحكومة الخفية التي تستغل تصعيد البعض لتقابله بتصعيد مضاد حتى يزداد الاحتقان إلى درجة الفلتان حتى يسهل عليها الضغط لتعليق الحياة البرلمانية.

Ad

وليس هناك دليل أكبر على وجود حكومتين في البلد من أزمة التأبين الشهيرة عندما صدر بيانان من الحكومة لم يفصل بينهما سوى ساعتين، وتحول فيهما مغنية من رجل تحوم حوله الشبهات إلى مجرم تلطخت يده بدماء الكويتيين، بدليل أن بعض الوزراء لم يكن على علم بالبيان الثاني إلا بعد صدوره!

وفي هذه السنة تم استغلال تصريحات لا مسؤولة لتصعيد الأمور وزيادة الاحتقان بصورة متعسفة... نعم، تصريح خالد طاحوس غير مسؤول وفيه تحد لأجهزة الأمن ولتطبيق القانون، ولكن ذلك ليس مبررا لاحتجازه عدة أيام في أمن الدولة، هذا مع العلم أن ظاهرة تحدي القوانين ناتجة عن فشل وزارة الداخلية في تطبيق قانون منع الفرعيات في السنة الماضية، وعدم تدخلها في فرعيات هذه السنة، واكتفائها بتسجيل أرقام سيارات ومعلومات أخرى نعرف مقدماً أنها لن تكفي لإدانة أي أحد في القضاء، وهذا السلوك هو الذي يشجع على التمرد على القانون وفرض الأمر الواقع.

وحتى بورمية لم يكن موفقا في تصريحه التصعيدي، لكن ذلك لا يبرر أيضا تحرك أمن الدولة ضده أصلا (على عكس قضية طاحوس)، وكان بالإمكان الاكتفاء بتحريك دعوى قضائية ضده، أما بالنسبة لخليفة الخرافي، فلماذا لم يحرك أمن الدولة ساكنا عند بث مقابلته قبل أكثر من سنة إن كانت تصريحاته فعلا تهدد أمن الدولة؟! فإما أنها تصريحات عادية يتم استغلالها لفرض واقع جديد وإما أنها فعلا تهدد أمن الدولة، وفي هذا الحالة تكون الأجهزة المعنية قد تقاعست عن عملها لأكثر من عام!

ومادمنا نتحدث عن احترام قوانين الدولة وهيبتها، أين أمن الدولة عن الذين تمردوا على قوانين البلاد الرياضية الممهورة بتوقيع سمو الأمير، وتآمروا مع جهات خارجية ضد تلك القوانين وأدخلونا في نفق مظلم لم نخرج منه حتى الآن؟! أليست هذه التصرفات أولى بأن تكون مهددة لأمن الدولة وهيبة البلد وقوانينه؟!

كلنا نريد التمسك بالقانون وتطبيقه وعقاب من يتطاول عليه، لكن يبدو أن هناك من يريد استغلال تصريحات البعض اللامسؤولة ليصنع منهم أبطالا جددا في المجلس لإحداث أزمة جديدة حتى يزيد الاحتقان والتصعيد المتبادل في بلدنا إلى أن نحقق رغبات من يريدون وصولنا إلى الهاوية، وليت المرشحين يعون خطورة الوضع القائم ويفوّتون الفرصة على المتربصين بدلا من التمادي في التصعيد في الوقت الخاطئ.

***

ليت رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد يبين لنا الإنجازات العظيمة التي حققها رؤساء أفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان لدعم الحركة الأولمبية الآسيوية؟ ولماذا تم ُذكر هذه الإنجازات  الآن؟!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء