كانت شورة مهببة!
هناك دراسة علمية أجرتها جامعة وارفيك البريطانية تقول: «لكي يعيش الإنسان عمراً أطول يفضل أن يكون ذلك مع شريكة حياة»... أي أن الدراسة تؤكد أن المتزوجين أعمارهم أطول من أعمار العزاب بفضل وجود «المدام» إلى جانبهم دائما، وأن ما اعتدنا سماعه على ألسنة الأزواج في الأفلام العربية وهم يخاطبون زوجاتهم «متحلطمين من حنتهن ورنتهن»: «عيشة تقصر العمر»... كلام غير صحيح بالمرة، وأن المثل الذي يقول: وراء كل رجل «معمر» امرأة، هو الصحيح والثابت علميا على ذمة جامعة وارفيك!الدراسة استمرت سبع سنوات وأجريت على 10 آلاف أعزب بريطاني، وتبين من خلالها «أن الرجل الذي لم يتزوج طوال حياته أو تزوج ثم انفصل عرضة للموت بنسبة 10% أكثر من الرجل المتزوج، بينما تنخفض هذه النسبة للمرأة التي تعاني الظروف نفسها بنسبة 4.8%»!
البروفيسور «أندرو أوسوالد» الذي أشرف على هذه الدراسة علل السبب في طول عمر المتزوجين عن العزاب، بأن الزواج يساعد الإنسان على إطالة عمره لأن المتزوجين يشربان معاً ويأكلان معاً ويتحدثان ويعملان معاً، مما يعطيهما نوعا من الاستقرار العاطفي، أما بالنسبة للأعزب فإنه يدخن أكثر، ويشعر بالضيق، ويتعرض للسمنة والمرض أكثر من الشخص المتزوج!«والله يا مستر أوسوالد» حين أنظر إلى حالة بعض الأصدقاء العزاب الصحية والنفسية والمزاجية الجيدة، وأقارنها بحالة نظرائهم المتزوجين من أصحاب الكروش المتهدلة والأمزجة المتعكرة والنفوس الخائسة، أجد أن نتائج دراستك، حتى إن كانت علمية وأجريت حسب الأصول، مع كامل التقدير والاحترام، «خرطي» من الدرجة الأولى! وأقرأ هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء قبل أيام، والذي أثبت في ما لا يدع مجالا للشك خطأ هذه الدراسة العلمية! فقد توفي رجل إيطالي اسمه «جوسيبيه ريبودي» يبلغ من العمر مئة عام وعاما، وهو طبيب جراح متقاعد، توفي «بين ذراعي مدبرة منزله»، بعد ستة أشهر فقط من اقترانه بحبيبته التي يحبها منذ 56 سنة، والتي تبلغ من العمر 98 سنة، فقط لا غير!وكان «ريبودي» التقى زوجته «سيلفي باسين» في مرسيليا عام 1952 وهما يعيشان قصة حبهما منذ 56 سنة، إلى أن أقنعته في يونيو الماضي بالزواج منها، وقد لفت هذا الزواج الذي تم في 26 يونيو 2008 حينها انتباه الكثير من وسائل الإعلام، وقالت «باسين» للصحافيين يوم الزفاف: «نحن معا منذ 50 سنة والزواج ليس خطوة بسيطة»، أما «ريبودي» فقال حينها: «لم أفكر يوما في أن أتزوج، لكن سيلفي أقنعتني وإن متأخرة بعض الشيء»!«كانت شورة مهببة» يا سيد «ريبودي» ليتك لم تستمع إليها وبقيت إلى اليوم عازباً، فلقد صمدت صمود الجبال ضد كل ظروف الطبيعة من أمراض وحروب وكوارث أكثر من مئة عام حتى هزمك الزواج بالضربة القاضية وفي أقل من ستة أشهر!الدراسات «العلمية» في مسائل كهذه لا يؤمن جانبها، ومشكوك في صدقها، فاحذروا منها، فقد تكون مؤامرة خلفها مجموعة من النساء العوانس ممن يردن تحطيم حياة العزاب من الرجال وتقصير أعمارهم!