تلقيت بالأمس رسالة هاتفية قاسية اللهجة إلى حد التجريح من إحدى الأكاديميات الناشطات سياسياً، وهي أخت كريمة كنت وما زلت أكن لها الكثير من التقدير، بالرغم من رسالتها التي سأعتبرها «خلل طارئ» لا أكثر.

Ad

الرسالة جاءت عاتبة غاضبة منفعلة رداً على مقالتي (أحمد الفهد... ومسرحية الجلسة الأخيرة) والتي نشرت هنا منذ فترة قريبة، وقد حاولت التواصل مع أختي الكريمة، والتي لن أذكر اسمها منعا للإحراج، ولكنها بعدما أطلقت رسالتها التحفت بالصمت لسبب ما، فأرسلت أخبرها بأني قد أجيبها من خلال مقال.

جاء في رسالة أختي الكريمة الغاضبة بأنها فوجئت بمقالي، وأنها توقعت أن مستواي أعلى من «جذيه»، خصوصاً أنها هي من رشحتني للجنة التحضيرية للمؤتمر. وأضافت بأني كنت حاضراً المسرحية وكان ممكنا أن أقول ما كتبت، وأضافت بأن المقال غير علمي ومجرد طرح للباحثين عن البطولات والمكاسب على حساب إنجازات الآخرين، وأشارت إلى أن الشيخ أحمد الفهد هو الوحيد من الأسرة الذي قبل الدعوة، وأن الأستاذة نورية السداني رئيسة المؤتمر قد فوجئت أيضاً من مستوى المقال.

بداية وقبل أن أباشر بتفنيد ما جاء في الرسالة ، لابد من القول بأن ما أجبرني على الكتابة هو أني وجدت ذكرا لعتب من أستاذتنا القديرة نورية السداني تلك الإنسانة الرائعة التي قدمتني في إحدى جلسات المؤتمر بكلمات كبيرة لا استحقها، ولولا تقديري الكبير لهذه الأستاذة وألمي أن يكون في صدرها عتب علي، ما كنت عدت للموضوع، فالمقال كان واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار! يمكن لأي شخص أن يعود إلى المقال «محل النزاع» من خلال موقع «الجريدة»، وسيجد أني حرصت على الإشادة بالمؤتمر بإطاره العام وأني نوهت بتميزه ولم أغفل ذكر نجاحات الآخرين كما زعمت أختي الكريمة، وأن العتب والنقد كانا للكيفية التي تمت بها الجلسة الأخيرة، لأن الدعوة التي وزعت علينا جاءت تحت عنوان حوار مع أبناء الأسرة لنكتشف بأنها مجرد محاضرة منفردة تقريباً للشيخ أحمد الفهد!

أختي الكريمة تقول إنها هي مَن رشحتني للجنة التحضيرية، وسأجيبها بأني لم أكن في اللجنة التحضيرية، ولم يطلب مني ذلك، ولو طلب لاعتذرت لا لشيء وإنما بسبب كثرة الانشغالات، وحتى لو كنت فيها، فهل تظن حفظها الله بأن هذا كان سيغير من رأيي شيئا بالجلسة الأخيرة وسيمنعني من انتقادها؟ مخطئة إن ظنت ذلك، خصوصا أنها اتهمتني بالبحث عن البطولات والمكاسب! أما جزئية أني كنت حاضرا فلِمَ لَمْ أقل ما كتبت، فالرد هو أني مُنِحت دقيقتين لا أكثر، أي مئة وعشرين ثانية لا تزيد، فكان أمامي إما أن أقضيهما في الاعتراض على شكل الجلسة، وإما أن أوصل رسالة مركزة لأبناء الأسرة الحاضرين، فاخترت الخيار الثاني. ولا أرى فرقاً في أن أنشر هنا ما لم أقله هناك، فالجلسة كانت جلسة مفتوحة وشأناً سياسياً عاماً نقلته الصحافة والفضائيات، ولم يكن مجلساً سرياً لا يصح الحديث عنه لاحقاً أو نقده من باب أن المجالس أمانات!

وللتوضيح، فالشيخ أحمد الفهد لم يكن الوحيد الذي قبل الدعوة، بل حضرت الشيخة ميمونة العذبي والشيخ فهد سالم العلي وكذلك الشيخ محمد العبدالله المبارك، وكلهم لم يتحدثوا اللهم إلا الشيخة ميمونة بتعقيب منفعل قصير.

الحمد لله أن يجري اتهامي بالبحث عن البطولات، في زمننا الذي تسود فيه الاتهامات بالفساد المالي وبيع الذمم والقبض من تحت الطاولة، لكنني مع ذلك فلم أكن أبحث عن بطولة، ولو كنت أبحث عنها فعلا لما اخترت مؤتمر التآزر الوطني الذي تقوده أستاذتنا الكبيرة نورية السداني!

الأستاذة نورية السداني امرأة نشطت بالشأن العام منذ زمن طويل، وتدرك أن كل عمل عام معرَّضٌ للنقد، وأن الميزان للرد على النقد هو تمحيصه على محك الموضوعية، ومقالي محل النزاع بين يديها، لتفككه تفكيكاً فتقول لي أين تجاوزت الطرح العلمي والحقيقة والموضوعية فيه كما اتهمتني أختي الغاضبة؟!

أنا لم أتهم مؤتمر التآزر ولا القائمين عليه بعقد مسرحية لتلميع أحمد الفهد، وإنما قلت إنه هو من اختطف الجلسة الأخيره بكاريزماه المعروفة من خلال مساحة مفتوحة من الوقت، في حين أن الوقت جرى تقييده في وجه الآخرين! لكن الظريف أنه وبالرغم من أن المقال المعني كان شديدا في الغالب في حق الشيخ أحمد الفهد لا مؤتمر التآزر، فإنني لا أشك بأنه، إن كان قد قرأه وأظن ذلك، بقي محتفظا بابتسامته السياسية المعهودة عنه، في حين أن المقال أثار سخط الآخرين، وهذا هو ما جعل من أحمد الفهد أحمد الفهد، ولكن وكما قلت في ذاك المقال «الحلو ما يكملش»!