بدأت ملامح الوسم تطفو على سطح الارض بعد الأمطار الغزيرة في الأيام الماضية، ويُتوقع أن تُكتسى الارض بالزرع قريبا، لاسيما في المناطق البرية، واعتدال الطقس الذي يمهد الى شتاء اخضر هذا العام، وفقا للخبير الفلكي د. صالح العجيري، الذي قال لـ«الجريدة» ان «هطول الأمطار في وقت الوسم سينتج ربيعا مزهرا»، مشيرا الى ان «جميع الظروف هذا العام ملائمة لتحسن الجو وثبات الارض والابتعاد عن الغبار».

Ad

ورأى ان كميات المطر التي هطلت على البلاد «كفيلة بإنعاش الطقس»، لافتا الى ان «درجات الحرارة ستنخفض تدريجيا خلال الايام المقبلة حتى تصل الى معدل الصفر في شهر يناير»، ونصح السكان في البلاد البدء في ارتداء اللباس الشتوي من منتصف الشهر الجاري، وخلال الاسبوع الجاري لكبار السن والاطفال.

واستبشر العجيري خيرا بظهور «الفقع» في الكويت «خصوصا في المناطق المحمية وغير المأهولة ولا يرتادها احد، فضلا عن المنطقة المحاذية لسور مطار الكويت الدولي، اما المناطق البرية التي تكثر فيها المخيمات، فلا يمكن ان يخرج فيها الفقع نظرا الى الضغط الكبير عليها من قبل الناس».

وينتظر المواطنون كل عام ظهور الفقع، ويعتبر وجبة مميزة يسعى إليها الكثيرون، وتصل أسعاره أحيانا الى أرقام خيالية، تعادل أسعار الذهب، حيث يصل كيلو الفقع «الزبيدي» الى 25 دينارا وأحيانا أكثر، وهو أجود الانواع وأغلاها، واسمه العلمي «الكمأه»، يليه الخلاص والجبأه والهبيري، وينمو في التربة الرملية الطينية ناعمة الاملاح، وعندما يشح في الكويت حين يعز المطر، يجلبه الناس من الدول المجاورة او من دول المغرب العربي.

يطلق الناس على الفقع «فاكهة الصحراء»، وهو ينمو عادة على هيئة تجمعات بعضها مع البعض وتكون في أحجام مختلفة، يتراوح حجمها ما بين حجم بيضة العصفور وحجم التفاحة او البرتقالة، ويمكن رؤيته بالعين المجردة إذا اكتمل النمو، حيث يقوم بشق الأرص والبروز إلى السطح، ويوجد بأحجام كبيرة في بعض الأحيان حيث يتراوح بين نصف كيلوغرام وكيلوغرام.

ويحتوي الفقع على نسبة جيدة من البروتين تتراوح بين 18و25% حسب النوع والصنف، وهذه الكمية تقترب من المصادر الحيوانية مثل الدجاج واللحوم وهو مصدر جيد للبروتين، بالمقابل فإن نسبة الدهون فيه تعتبر قليلة تتراوح بين 2 و4 في المئة فقط، لهذا لا يخشى من زيادة الدهون فيه، ما يجعله سهل الهضم، ولوحظ أن هناك ميزة جيدة للفقع، إذ يحتوى على نسبة جيدة من الألياف المهمة غذائيا للصحة.