حظر الندوات السياسية في الجامعة ضربة غير موفقة يا عزيزي مدير الجامعة، ونصيحتي أن تراجع نفسك، فترجع عنها بأسرع وقت قبل أن يثبت عليك التصنيف الذي سمعناه وقرأناه من كثيرين، بكونك من مكممي الأفواه وقامعي الحريات التي كفلها الدستور.

Ad

لم يسبق لي أن تعاملت بشكل مباشر مع الدكتور عبد الله الفهيد مدير الجامعة، لذلك يصعب علي أن أصف على وجه اليقين منطق الرجل أو الطريقة التي يفكر بها. وكل ما لدي عنه هو متابعات صحافية متفرقة، وإن كانت متقاربة جداً، فالرجل لا يكاد يمر شهر أو اثنان على أبعد تقدير دون أن يبزغ في هذه الصحيفة أو تلك على قرع خصومة أو قضية جامعية صاخبة جديدة!

ما أستطيع استخلاصه من هذه المتابعات هو أن د. الفهيد إما سيئ الحظ وبالتالي كثير الوقوع في المشاكل في كل الاتجاهات، وأشك في ذلك، وإما أنه فقير جداً إلى الحصافة السياسية!

الرجل غير مرضي عنه من قطاع كبير من أعضاء هيئة التدريس، وكل يوم وآخر نجد له مواجهة جديدة مع جمعيتهم التي لا تطيقه، ويبدو أنه قد قرر اليوم أن يضيف طلبة الجامعة واتحادهم وجمعياتهم الطلابية والقوى والفعاليات السياسية المختلفة إلى قائمة خصومه التي تزداد طولاً يوما بعد يوم، وذلك عبر قراره الأخير بحظر إقامة الندوات السياسية في الجامعة!

لا علم لي بمدى تميز الرجل في تخصصه الأكاديمي الذي لا أدري ما هو، ولكنني أعلم أنه منذ أن صار مديراً للجامعة قد خانه التميز والتوفيق في كثير من قراراته وتصرفاته، خصوصاً تلك التي لها متعلقات سياسية، كقراره الأخير هذا!

وأنا أتابع اليوم ما يجري، فلن أفترض أن مدير الجامعة يرى أنه لا شأن للطلبة بأمور السياسة، فأبسط البسطاء قد صار يعرف أن الطلبة قد أصبحوا حجراً فاعلاً على رقعة أحجار شطرنج السياسة، ومسيرات واعتصامات «نبيها خمس» ليست عنا ببعيد، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تبدأ بدورهم المعروف في تحريك الشأن السياسي، خصوصاً عبر الإنترنت من خلال المدونات والمنتديات، ولا تنتهي عنده أو حتى قريباً منه!

ولن أفترض كذلك أنه يستجيب بذلك لتوجيهات من جهة أو طرف ما، لكن خلاصة الأمر في تقديري أن الرجل أراد أن يبعد عن نفسه صداعاً لا طائل من ورائه، من خلال منع الندوات السياسية في «جامعته»، وإذا به يريد أن يكحلها فأعماها!

ضربة غير موفقة يا عزيزي مدير الجامعة، ونصيحتي أن تراجع نفسك، فترجع عنها بأسرع وقت قبل أن يثبت عليك التصنيف الذي سمعناه وقرأناه من كثيرين، بكونك من مكممي الأفواه وقامعي الحريات التي كفلها الدستور، لتنتهي وقد وجدت نفسك في مكان لا يود أحد، في مكانتك، أن يكون فيه!