لكي تعرف ما يجري في الكويت عليك أن تعرف ما يجري في مدغشقر، ولكي تعرف ما يجري في مدغشقر من أحداث سياسية متسارعة عليك أن تعرف نطق عاصمتها انقاناريفو ثلاث مرات من دون خطأ.

Ad

حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف ما هي الخطوة القادمة، وإن كانت المعلومات المتواترة تقول إن المؤشرات تسير في اتجاه تعليق العمل بالدستور فترة زمنية محددة، وتعيين الشيخ جابر المبارك رئيسا للوزراء، والله أعلم، فبورصة التكهنات غير محدودة، وبالامكان ان تتغير في اي لحظة. ويا خبر بفلوس بكرة ببلاش.

فكرة الانقلاب على الدستور على أي حال ليست فكرة جديدة، كما أنها من الأفكار التي تم تجريبها مرتين في الماضي في 1976 و1986. وفي كل مرة تتفرد فيها السلطة بالقرار ينتج عنها كارثة ومأساة، ففي الاولى نتج عنها اكبر ازمة اقتصادية في البلاد وهي ازمة المناخ، وفي الثانية تم غزو البلاد في اطار الرقابة المفروضة على الصحافة، واثبتت الحكومة عجزا وفشلا كبيرين في غياب مجلس الامة.

ولا اعرف عن يقين طبيعة ردود الافعال التي ستنتج عن تلك الخطوة التي قد تكون اكثر شدة وحدة مما جرى في سابقتيها، لكن التجربتين السابقتين دلتا بما لا يدعو الى الشك على ان الادارة المنفردة للحكم، والتي لا تخضع للرقابة الشعبية، لم تقدنا الا الى الكارثة.

وعلى افتراض ان ذلك قد حدث، فإنه من المتوقع ان يتزامن مع حزمة اجراءات وقوانين تحد من الحريات، وعلى رأسها قانون التجمعات الذي ألغته المحكمة الدستورية، وربما تقييد حرية التعبير وفرض القيود على وسائل الاعلام، ولن يطول بنا الوقت حتى ندرك حجم المأزق الذي دخلت به البلاد.

***

لا أعرف من الذي اطلق على الأخ العزيز أبي محمد لقب «عباس الشعبي»، وقد قيل إن ذلك اللقب جاء في زاوية الصديق حمزة عليان في صحيفة القبس، وكما يتضح من الصورة التي نشرتها صحيفة الراي في صدر صفحتها الاولى بأن أبا محمد قد اعتمد اللقب الجديد والمعبر، حيث ظهر في الصورة رافعا لافتة كتب عليها «يعيش كتلة العمل الشعبي بقيادة النائب احمد السعدون والنائب مسلم البراك»، وموقعة باسم «اخوكم عباس الشعبي»، وبغض النظر عن «البدلية» فإن ابا محمد، والذي ظل محتفظا عن جدارة بلقبه السابق «عباس جاسم يعقوب» عندما كانت في الكويت رياضة، يبقى ملح التجمعات السياسية، وهو من هذه الشخصيات التي لا تتردد في رفع صوتها عند المساس بالمكتسبات الشعبية والدستورية. وهكذا يكون «عباس الشعبي» لقبا مستحقا لابي محمد الانسان البسيط الصادق، إذ قد تكون المرحلة القادمة هي حقبة «عباس الشعبي»، وعساك على القوة يا بو محمد.