من بوابة الفيديو كليب دخل المخرج أحمد يسري الى السينما بـ «45 يوم» أول أفلامه، غير أن خطوته الأولى والتي لفت من خلالها النظر الى موهبته ولما يمتلكه من أدوات، لم تتبعها خطوة تالية تثبّت أقدامه على الساحة، باختصار خسر يسري في «بوشكاش» ما كسبه في»45 يوم»...معه اللقاء التالي.كيف كانت تجربتك في «بوشكاش»؟
على الرغم من كل شيء, إلا أنها تجربة استفدت منها وعلمتني الكثير، وأتصور أنها ستنعكس على اختياراتي المقبلة.
ماذا تعلمت منها؟
أولا أن أكون صلبًا وألا أتنازل مرة ثانية، نظرًا الى أنني قبلت العمل في الفيلم إنقاذا للموقف وفي ظل ظروف شديدة القسوة، حيث كان مطلوبا مني إنجاز الفيلم في فترة زمنية محدودة جدا كي يتمكن من اللحاق بدور العرض المحجوزة له سلفا، وهو ما قبلته للأسف، على رغم إدراكي بصعوبة ذلك وأن النتيجة لن ترضيني، خصوصاً أن الفيلم ينسب في الأساس الى المخرج، لكنني وكما أشرت سلفا قبلت العمل ولكنني لن أكرر التجربة ثانية، لن أرضخ لظروف سوق وتوقيت عرض ما لم أكن راضيًا تمامًا عن التحضير بشكل جيد وإنجازه بالصورة التي ترضيني.
لكن ذلك قد يتعارض مع ممارسات النجوم وشروطهم التي تضرب عرض الحائط بأحلام أي مخرج؟
للأسف إنها حال السوق وإحدى آلياته الفاسدة، فكل النجوم الآن يسعون الى فرض شروطهم وليس جهات الإنتاج كما يظن البعض. يسيطر النجوم على صناعة السينما فعلا، وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، حتى صغار الممثلين الآن يمارسون الأسلوب نفسه باعتبارهم نجوم المستقبل، وتجربتي في «بوشكاش» جعلتني أتيقن من ذلك.
بعد فشل «بوشكاش» في تحقيق أحلام صناعه في استعادة قمة الإيرادات، مقابل صعود حلمي والذي قدم تجربة بعيدة عن الكوميديا، في ضوء ذلك هل يمكن القول ان نجوم الكوميديا يتراجعون؟
لا أظن أن نجوم الكوميديا تراجعوا، والدليل أفلام ربما تكون فاشلة، لكنها مع ذلك تدر الملايين، مما يعني أن تلك الأفلام بنجومها ما زالت مطلوبة وتحظى بجمهور واسع، وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، وتشكل جزءاً من أزمة السينما.
ماذا عن أزمة السينما؟
هل توجد أزمة أكبر من «تجهيل» جيل كامل من كبار المخرجين، أمثال المخرج الكبير علي بدرخان وغيره، لذا أرى أن أزمة صناعة السينما لن تحل في القريب العاجل، لأن أصلها يعود الى تفسّخ القيم المجتمعية والفكرية، وعندما يتقدم المجتمع وينضج ثقافيا وفكريا سوف تعود صناعة السينما إلى قمة مجدها.
ماذا عن السيناريو، هل يشكل جزءاً من الأزمة؟
نعم بكل تأكيد وتلك حقيقة لا يمكن تجاهلها أيضا، فلا يوجد لدينا الآن كتاب سيناريو على مستوى جيد باستثناء اثنين أو ثلاثة كتاب على أقصى تقدير، وتلك أزمة حقيقية، لكننا نحلم بتقديم سينما جيدة تعبر عن الواقع وتطرح قضاياه.
كيف كان الانتقال من عالم الإعلانات والفيديو كليب الى الإخراج السينمائي؟
أنا مخرج بالأساس، والمخرج يمكنه تقديم كل الألوان. أعشق السينما ومؤمن برسالتها، كذلك لا أرى الفيديو كليب فنًا بلا رسالة وما قدمته من أغنيات يؤكد أنني أتعامل معه مثلما أتعامل مع السينما، فكل إعلان أو فيديو كليب قدمتهما لهما أسلوبهما الخاص والمميز، لكنني أسعى الى الاستمرار في عالم السينما الرحب.
لكن الفيديو كليب يلقى دومًا الكثير من الهجوم؟
للأسف يعتمد الفيديو كليب في المقام الأول على الصورة البراقة والعنصر النسائي والأزياء المبهرة بعيدًا عن المضمون، كذلك تدور الكليبات كلها في فلك الحب والهجر واللوعة، والاستثناء الوحيد في نظري يتمثل في ما يقدمه المطرب المتميز محمد منير لأنه يعتمد على الكلمة الجيدة والصورة الممتعة في الوقت ذاته.
ثمة كليبات كثيرة تحمل مضمونًا جيدًا، لكنها تفشل مثل الأغنية الجميلة للمطرب وائل جسار «مشيت خلاص» لأنها خلت من عوامل الجذب التي أشرت إليها، على رغم أنه يجب الاعتماد في المقام الأول على الصوت بجانب الرؤية البصرية لأنهما أبرز العوامل التي تمنح الأغنية الحياة والاستمرارية والتقدير.
هل ستبتعد عن الإعلانات والفيديو كليب؟
منذ أن تخرجت في المعهد العالي للسينما عام1996 في قسم الإخراج، تفرغت تماما للعمل كمساعد مع المخرج طارق العريان ولمدة ثماني سنوات، قدمت خلالها أعمالا عدة لاقت استحسان الجمهور، ونجاح ما قدمته فيها يشجعني على تقديم مزيد من الأعمال المتميزة سواء برامج أو إعلانات.
ما هي مشاريعك الراهنة؟
أقرأ الآن سنياريوهات عدة ، ولم أستقر بعد على أحدها.