Ad

لسنا هنا بصدد المصادقة أو المخالفة على ما ذكر من أنباء أو تحليلات بشأن رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإيرانية المدعو أمير هوشنك أحمدي، بقدر ما نحن بصدد المطالبة بمكاشفة أصحاب القضية الأساسيين المعنيين بإضفاء المقبولية أو المشروعية القانونية على أداء الحكومة.

لا أحد من العقلاء يطالب أيا من النخب الحاكمة بإعلان أو إفشاء أسرار الدولة أو النظام، لكن النظام الشعبي أو الذي يستند إلى الشعب و«آراء الشعب» ويعتبرها «هي المعيار» كما هو القول المعروف لمؤسس الدولة الإيرانية الإسلامية الحالية الإمام روح الله الموسوي الخمينيي، فإن من أبسط واجباته أن يصارح جمهوره بما هو مقدم عليه من خطوات مصيرية!

فثمة كلام كثير وسجال مطول وأخذ ورد لا ينقطع في العلن كما في الخفاء عن ثمة «طبخة ما» أو ثمة من يسميها «صفقة» أو سمها ما شئت، يجري الإعداد لها بين واشنطن وطهران، هذا فيما ينفي آخرون كليا ما يسمونه بـ«الأقاويل» من الأساس ويذهبون إلى اعتبار ما يجري من دعاية وادعاء ليس سوى «معركة الأحزاب ضد الحكومة الثورية الحالية»!

أعرف أن كل هذا الصخب الإعلامي ربما كان الدافع الأساسي من ورائه هو الاستحقاق الانتخابي الذي يقترب يوما بعد يوم، مما يجعل الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة تزيد من حجم الإشاعات كما يمكن أن تزيد من حجم الأخبار الصحيحة والمفاجئة أيضا!

لكن ثمة حقائق تتحرك على أرض الواقع في هذا السياق لا يمكن من جهة إنكارها كما ينبغي توضيحها للرأي العام من جهة أخرى ألا وهي:

- ماذا يعمل وبرعاية من يعمل في إيران، رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإيرانية المدعو أمير هوشنك أحمدي الذي تتفاوت التقديرات بشأنه من صحيفة كيهان الأصولية الثورية التي تصفه بالجاسوس،إلى استقبال الرئيس أحمدي نجاد له على أكثر من دفعة، وادعائه بأنه التقى كل المسؤولين والقيادات الحزبية المتفاوتة في إيران، والذي فاجأنا أخيرا بدعمه وتشجيعه وتسويقه لتصريحات نائب الرئيس الإيراني اسفنديار مشائي المثيرة للجدل حول تعاطفه مع شعب إسرائيل وهو خارج من لقاء له مع شاؤول موفاز حسب ادعائه؟!

- ما قصة السيد اسفنديار مشائي الحقيقية وهو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بتصريحاته المثيرة للجدل حول إسرائيل التي لم تترك أحدا في إيران إلا استفزته من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن عامة القوم إلى كبارهم الذين أجمعوا في بياناتهم وتصريحاتهم على إدانتها مطالبين الرئيس أحمدي نجاد بعزله، ومع ذلك فإنه لايزال متربعا على عرشه بل مهددا الصحافة بالمحاكمات القضائية؟!

-ما حقيقة الوساطات إن صحت التي يقال إن دولا عديدة تقوم بها بين واشنطن وطهران، وقد تكون آخرها وليس الأخيرة منها تلك التي حملها أمير قطر معه إلى العاصمة الإيرانية خلال زيارته الأخيرة الخاطفة إليها في إطار مبادرة قطرية عمانية مشتركة قيل عنها إنها تهدف إلى تطبيع العلاقات وتهدئتها بين دول مجلس التعاون وإيران، وهو أمر مستحسن ويثاب عليه صاحبه بلا شك؟!

- إلى ما هنالك من أخبار وأحاديث تتردد في الصالونات السياسية الخاصة والأروقة الخلفية التي قد لا ينبغي أو لا يجوز تداولها إلا في عمود «أسرار الآلهة» كما اعتاد زملاؤنا من بلاد الشام، لاسيما اللبنانيين منهم، الإيماء إليها أو التلميح بها بلغة «الآلهة» بالطبع؟!

لسنا هنا بصدد المصادقة أو المخالفة على ما ذكر من أنباء أو تحليلات بقدر ما نحن بصدد المطالبة بمكاشفة أصحاب القضية الأساسيين المعنيين بإضفاء المقبولية أو المشروعية القانونية على أداء الحكومة، ألا وهم الكتل الجماهيرية الكبرى الناخبة التي بفضلها يصعد فلان وينزل فلان عن سدة الحكم التنفيذية والإجرائية، ويتم تداول السلطة كما يفترض عرفا وشرعا!

صارحونا أو «أفتونا» مأجورين يرحمكم الله!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني