التحالف الإسلامي بين عنب الشام وبلح اليمن
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
الآن، وقد سقطت هذه المقولة، ودخل التحالف الإسلامي إلى الحكومة، فإنه ليس من مصلحته أن ينسلخ عن تاريخه في المعارضة بهذه الصورة الفجائية بترديد نفس العبارات التي كان يرددها رموز الموالاة الذين كان يسخر منهم، من قبيل الحفاظ على الاستقرار، وعدم استمرار التأزيم وإعطاء الحكومة فرصة كافية للعمل، وعدم التعسف في استخدام الأدوات الدستورية، وغيرها من المقولات، وكذلك تطوعهم بالدفاع عن رئيس الوزراء تجاه أي استجواب يقدم له، وأخيراً عدم تحمسهم لطلب مجموعة كبيرة من النواب لإحالة موضوع عدم اشتراط حضور ممثلين عن الحكومة لصحة انعقاد جلسة مجلس الأمة إلى المحكمة الدستورية. هذا الوضع يضع التحالف الإسلامي في وضع حرج في التوفيق بين ماضيه المعارض وحاضره الموالي، ولا أدري كيف سيتصرف إذا ما قدم النائب حسن جوهر وهو أحد أعضاء الائتلاف الشيعي استجواباً لوزيرة التربية نورية الصبيح.الناس لا يمكن أن تتقبل أو تستوعب انحراف بوصلة التحالف الإسلامي بهذه الحدة في فترة قصيرة بالتعامل «بواقعية براغماتية» مع الواقع السياسي، ومع ذلك فإن هذا النهج «البراغماتي» الجديد للتحالف لا يبدو ناجحاً حتى الآن، فهم في الوقت الحالي يتحملون ملامة تركهم صفوف المعارضة، وبالتالي فقدوا «عنب» السمعة الحسنة المعروفة عنهم في صلابة الموقف والثبات على المبادئ، إلا أنهم في الوقت نفسه لم يستفيدوا من «بلح» الموالاة، والسبب في ذلك أنهم يلبسون ثوباً غير ثوبهم، ويلعبون دوراً لا يتقنونه، ولذا أضاعوا المشيتين.***تعليق: لا أعرف كيف يبرر النواب مسلم البراك وفيصل المسلم ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش معارضتهم لرفع الحصانة عن النواب الذين خالفوا القانون بمشاركتهم في الانتخابات الفرعية؟ أين المبادئ والحرص على تطبيق القانون الذي تدعونه يا سادة يا كرام، خصوصا أنت يا «بو حمود»؟!