الخطوط بسيطة والشخصيات أبسط في فيلم «بوشكاش»، بطولة محمد سعد وإخراج أحمد يسري.

Ad

يجيد البطل «بوشكاش محفوظ»، الذي يؤدي دوره سعد، عملية التفتيش عن موهوبين في رياضة كرة القدم، واصطحابهم إلى المسؤول عن ناد رياضي يدعى بكر (أحمد راتب)، وهو يدخل بدوره في منظومة أوسع أو بالأصح عصابة بكل معنى الكلمة، يتزعمها رجل الأعمال أو الرأسمالي الشرس رشدي بيه (عزت أبو عوف) الذي يتاجر في كل شيء، المخدرات، السلاح، النساء، وما خفي كان أعظم! هكذا يرددون في الحوار، لا سيما في أعضاء الجسم و{بلاتونين» يسرقه من مرضى فقراء في مستشفى يمتلكه، ما يتسبب في نسبة وفيات عالية جداً تدعو إلى الريبة.

تظهر في الفيلم مذيعة التلفزيون هانيا (زينة) التي ترتاب من رشدي بيه وجرائمه، وتشير إلى شيء من ذلك في حلقة من برنامجها، فتقوم الدنيا ولا تقعد ويهددها رئيسها بوقف بث برنامجها على الهواء مباشرة ووضع فقراته تحت رقابة يقظة!

وكما تتعقد علاقة هانيا في عملها يحدث الأمر نفسه لبوشكاش في عمله لأسباب أخرى بالطبع فيضطر إلى تركه.

يدور الجانب الأكبر من زمن الفيلم وأحداثه بعد ذلك حول بحث بوشكاش عن سلسلة ضاعت منه تجلب له الحظ وفق اعتقاده، ويبحث رشدي بيه عن اسطوانة تفضح الأعمال الآثمة التي يقوم بها ومن معه.

يشك بوشكاش في أن السلسلة أخذتها هانيا فيلاحقها، لكنه يقع في حبها وتبادله حبه وتقدم له السلسلة فعلا، فيرفض أن يأخذها بعدما تنامى لديه الإعتقاد بأن العمل أهم من الحظ.

بالتوازي، يلاحق رشدي بيه وتابعه بكر بوشكاش باستمرار بهدف الحصول على الأسطوانة، الى أن ينتهي الفيلم كما هو متوقع بسقوط رشدي بيه، وبزواج بوشكاش وحبيبته، ناهيك عن حوار خطابي على لسانه يهجو فيه المفسدين ويتعاطف مع المظلومين والغلابة في طوابير الخبز، خصوصا الفقراء الذين كانوا يموتون (أو يقتلون) في مستشفيات رشدي بيه بهدف سرقة أعضائهم والمتاجرة بها

وبـ «البلاتونين» لصالح الأغنياء ولزيادة ثروتهم.

الحق أن «بوشكاش» يعتبر من أقل أفلام سعد إسفافاً، وإن كانت تسيطر عليه طريقته الخاصة في الأداء والحركة وتحوّله إلى هزليات من نوع «الفارس» الصاخب والمنفلت، الثقيل على المشاهدين!

مجدداً، على غرار أفلام سعد كلها منذ أن بدأ نجماً في «اللمبي»، يسيطر على الصوت والصورة، على الأحداث والحوار ومجمل المشاهد، بينما بقية الشخصيات متوارية أو باهتة، ربما باستثناء اللمبي نفسه، اذ فرضت عبلة كامل حضورها بأدائها وقوة مشاهدها، لذلك ربما لم يتكرر وجودها في أفلامه بعد ذلك، سوى عبر مشاركة رمزية عابرة في «اللي بالي بالك»!

لعل الفادح هو أن الإخراج نفسه من العناصر المتوارية أو الباهتة في الفيلم، فكل شيء في خدمة النجم!

محمد سعد «كوميديان» موهوب، له طابعه الخاص، حقق جماهيرية حقيقية في قطاع غير قليل من المتفرجين، لكن عليه أن يطوّر عمله ويتخلص من الإسفاف الواضح ليحافظ على نجاحه وعلى ارتباط ذلك القطاع به!

لديه مقدرة ملحوظة على الأداء الكاريكاتوري للشخصيات، ليته يستثمرها في إطار أعمال جيدة، لا نطلب أن تكون فنية راقية، وإنما نكتفي بأن تكون خفيفة للتسلية لكن ناضجة حرفياً وفنياً، ولا تخلو من مضمون ولو بسيط معقول اجتماعياً أو إنسانياً.