مرافعة من يعي درس التغيير في انتخابات «المحامين»؟
يمكن تلخيص نتائج انتخابات جمعية المحامين الكويتية التي أجريت يوم الاحد الماضي «بدرس التغيير»، وهذا الدرس الذي طال انتظاره منذ سنوات يتعين على الجميع التعلم منه، وشخصيا كنت أقول لمن كان ينتقد وضع الجمعية لم يعد ينفع أي أسلوب مع هذه الجمعية، فلا قلم ولا صراخ ولا مواجهة ولا كتب لأنهم «فايزين «بالباون» واللي مو عاجبه يشرب من البحر»، وهذه العبارة وصلتني مرارا وتكرارا ممن يعمل معهم، ردا على ما أكتب، ولكني كنت متأكدا أن قلمي وصراخي لن ينفعا في إصلاح الوضع، فالأمر بحاجة إلى أقلام، وصراخ جماعي، ينتج عنها انتفاضة نحو التغيير، وأيا كان شكل هذا التغيير، والسبب في تحقيق تلك الرغبة هو الفوضى التي تعيشها مهنة المحاماة في الكويت، وتلك الفوضى جعلت منها مهنة كئيبة غير منظمة زاد فيها عدد المتفننين في خرق ميثاق المهنة، وبات البعض يتباهى بإحالته إلى مجالس التأديب، وارتفع عدد الشكاوى المقامة من المحامين ضد المحامين، وفاقت القضايا المرفوعة ضد المحامين من موكليهم المئات خلال السنة الواحدة، ومع كل هذه الأمراض و«البلاوي المخجلة» فإن مجلس إدارة جمعية المحامين طوال السنوات الماضية مشغول «بالفرقعات الانتخابية والحبكات الانتخابية» وتناسى الدور الحقيقي له، انشغل بالصفقات والوعود التي ترفع أسهم القائمة التي تقود الجمعية، لأن ذلك يمد من عمرها، والتي من غير المهم ان تعمل، لكن المهم ان تسيطر فقط لمجرد السيطرة، وأصبح «هوس السيطرة» كفيلا بأن يسمي البعض جمعية المحامين بأنها جمعيته الخاصة، وأعلم من أين ورثها؟ هل من استغلاله لطموحات ورغبات المحامين في التغيير وتحقيق طموحاتهم؟، أم ورثها لأنه لا يريد تسليمها لمن لا يعشق ولديه تصفيات سابقة معه؟، أم انه من دون تلك الجمعية لا صوت ولا صورة وربما لا رائحة له، ولكن ما هو معلوم للجميع أن «للصبر حدود» و«كثر الدق يفج اللحام»، والمحامون لم يحتملوا ولم يطيقوا كثرة الإهمال واللامبالاة لقضاياهم، وأرسلوا الى جميع القوائم يوم الأحد الماضي رسالة مفادها «التغيير»، وهي رسالة مهمة، وعلى الجميع قراءتها، بينما هناك من لا يريد قراءتها على الرغم من أنه لم يفق حتى هذه اللحظة من «صفعة التغيير»، لكن السؤال المهم هل هناك من لا يريد لإرادة المحامين أن تتحقق في مجلس الإدارة المقبل؟
يعلم المحامون النتائج التي أعلنتها صناديق الاقتراع الأحد الماضي بنجاح متواضع من قائمة «المحامي»، وحصولها على خمسة مقاعد، في حين حصلت قائمة «المحامين» على ثلاثة مقاعد، بينما حصلت قائمة الجميع على مقعد واحد، وعقد مجلس الإدارة اجتماعه الأول، ومنح الخمسة الفائزين من قائمة المحامي جميع المناصب بحكم الأغلبية، التي تم الحصول عليها لمقاعد مجلس الإدارة، وما لفت نظري هو حديث بعض منتسبي قائمة المحامي وممثلي مجلس الإدارة في الاجتماع الاول أنهم سيطبقون اللائحة بحذافيرها على الجميع، وهو ما يعني أن من سيغيب 3 اجتماعات متواصلة يتم فصله، وأن الاجتماعات ستعقد كل أسبوعين، حسبما تشير اللائحة، وقبلهما المناصب وزعت عن طريق اللائحة، وعلى الرغم من سلامة مسلك المجلس الجديد «الله لا يغير عليه في التزامه بالنصوص» يثور هنا تساؤل مهم لمن يريد الالتزام بلوائح الجمعية، كم اجتماعا عقده مجلس الإدارة السابق؟ وهل التزم بعقده كل أسبوعين؟ وهل التزم الأخوة الأعضاء المحترمون في المجلس السابق بأعذار مقبولة في جميع اجتماعات المجلس السابق؟ وهل كانت تفعل اللائحة؟ أم أن اللائحة نطبقها كما نريد «وعلى كيفنا وتماشيا مع فكرة باون القديمة، وهذه جمعيتنا واللي مو عاجبه يشرب من البحر»!