المواصلات وإزالة الدواوين الإلكترونية!!
لو اتخذنا من حجب المواقع وسيلة... فكيف سنتعامل مع المدونات العربية، التي تساهم بشكل فعال في وجود كتلة من النشطاء وحملات قوية تتضامن مع من يتعرض لانتهاكات وظلم؟بعد «الجدال الرمضاني» حول مواقع الإنترنت، والاتفاق «الحكومي البرلماني» السريع حول اتباع سياسة الهروب من التطور التقني، واللجوء إلى أسلوب «حجب» المواقع الإلكترونية... أصبح من الصعب تجاهل التطور والحداثة عبر الشبكة المعرفية، واستبدال مواثيق الاستخدام السليم للإنترنت بإقامة الحواجز بين المتصفح للشبكة والمواقع المختلفة فيها... خصوصا بعد أن أصبح عالم الإنترنت واقعاً أمامنا ترتكز عليه مختلف الوظائف، فالبرامج الرقمية «الديجيتال» تطرح وتساهم في اختصار المسافات للوصول إلى المعلومة، وفي الوقت نفسه تخضع «أغلب المواقع» لمواثيق وتشريعات دولية.
وبمناسبة الاعتماد على شبكة الإنترنت أذكر هنا دراسة نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» حول تزايد اعتماد الصحافة كمهنة على الإنترنت، شملت الدراسة 29 ألف صحافي عالمي، وتبين أ ن 79% منهم يبحث عن الأخبار في «الشبكات الإلكترونية الاجتماعية» ويحصل 62% منهم على 10% من الأخبار عن طريق شركات العلاقات العامة، ويرى 49% من الصحافيين أنه يوجد شق يتزايد حجمه بين وسائل الإعلام وشركات العلاقات العامة بسبب ظهور شبكات إلكترونية متخصصة توصل المعلومات عبر وسائل مختلفة، كما تذكر الدراسة أن عدد المواقع التي تخدم الجسم الصحافي قد بلغ أكثر من 4900 موقع يتصفحها أكثر من 85 ألف صحافي عبر العالم... بالإضافة إلى المنتديات الإلكترونية التي لا نستطيع أن ننكر مساهمتها في تعزيز بروز «الوسط الإلكتروني الخليجي والعربي الجديد» الذي يتخذ منها نقاط التلاقي عبر الإنترنت، والتقاء المساهمات والإبداعات في الفضاء الحر، ولا يستطيع أحد أن يغفل دور بعض المواقع الجيدة، في تطوير آلية للتفاعل والتواصل، حتى أصبحت جزءاً من منظومة «تكنواجتماعية» عربية جديدة تمثل الوجه الشبابي الجديد.وعودة إلى موضوع المواقع المتنازع عليها... فإن تلك المواقع معنية بالبث الحي لأفلام الفيديو كـ«اليوتيوب»،أو مواقع الشبكات الاجتماعية العالمية التي أصبحت بمنزلة «ديوانية إلكترونية» لمئات الآلاف من الشباب والشابات، وخير مثال هو موقع «الفيس بوك- face book». وخلاصة الأمر لو اتخذنا من حجب المواقع وسيلة... فكيف سنتعامل مع المدونات العربية، التي تساهم بشكل فعال في وجود كتلة من النشطاء وحملات قوية تتضامن مع من يتعرض لانتهاكات وظلم؟ وكيف سنحجب بث التسجيلات الصوتية الحية التي تعرضها المواقع الإخبارية والصحف الإلكترونية، بالإضافة إلى مشغلات الصوت والصورة التي تبثها القنوات الإخبارية دون رقيب؟ الحل برأيي هو التعامل القانوني مع من يسيء استخدام الحريات الإلكترونية، وليس الحجب، حفاظا على مكانتنا كقدوة ونموذج فعال في المنطقة، وحفاظا على حرية الكلمة و«حقوق الإنسان الرقمية». وأخيراً: علينا أن نتفاعل مع ظهور وانتشار المواقع المختلفة وعلى أجهزة المواصلات والتربية بمدارسها، توفير برامج «الفلترة الرقمية» لحماية الأطفال والشباب على مواقع الوزارات الإلكترونية إلى جانب إدخال موضوع طرق الاستخدام السليم للإنترنت بالمناهج الدراسية. وألف مبروك لجريدة «الجريدة» بلوغها المراكز الأولى بين زميلاتها في عالم الصحافة لاسيما بُعيد تجاوز عامها الأول.