أبي أكون كاتب مشهور
أريد أن أكون كاتبا متميزاً، لكي يعرف المسؤولون أني أريد دولة بما تحمله هذه الكلمة من معان، دولة تتوافر فيها كل المقومات، دولة تُعنى بالصحة والتعليم والأدب والفن والرياضة والثقافة.
لدينا أكثر من عشر صحف يومية، كل صحيفة لا يقل عدد كتّاب المقال فيها عن العشرة، بمعنى أن لدينا أكثر من مئة كاتب مقال لكل منهم رأيه ونمط تفكيره، بالإضافة إلى الأقلام المأجورة وعددها غير يسير للأسف.أن يتميز الكاتب وسط هذا العدد الهائل من الكتّاب هو أمر ليس بالسهل أبداً، ولكن ما إن يحقق هذا التميز فإنه يشعر بأنه تمكّن من فعل شيء لا يستطيع الكثيرون القيام به.برأيي أن عملية التميز تحتاج إلى مطبوعة إعلامية جيدة، والقدرة على إيصال الأفكار من خلال كلمات لا تتجاوز الخمسمئة كلمة، وبناء الصور وملامسة المشاعر وطرح الحلول بصيغة جميلة وسلسة تمتّع القراء أو على الأقل لا تبعث الملل في نفوسهم.لا أخفيكم سرّاً حين أقول إنني أتمنى أن أكون أحد هؤلاء الكتّاب المتميزين، وأحد أسبابي هو إرضاء للغرور الشخصي، ولكن ليس هذا هدف رغبتي الأساسي، إن الكاتب المتميز في الكويت يعني أن تصبح كتاباته مقروءة ومأخوذة بعين الاعتبار لدى أصحاب القرار في البلد، كالوزراء ورئيسهم، وأعضاء مجلس الأمة ورئيسهم بل أيضا سمو الأمير وولي عهده، وهو ما يعني أنه متى ما ارتأى أو اقتنع أصحاب القرار بما خطه قلم الكاتب المتميز فإن ذلك سيجعل ما يكتبه يدخل في حيّز التبني والتنفيذ. ولأنني أعتقد أن هذه المقالة قد تجذب الانتباه وتكون مقروءة ولو عند جزء يسير من أصحاب القرار، فهذا ما سيجعلني أكون انتهازيا لأبعد حد كي أوصل رغباتي كمواطن شاب كويتي إلى السلطة.أريد دولة بما تحمله هذه الكلمة من معان، دولة تتوافر فيها كل المقومات، دولة تُعنى بالصحة والتعليم والأدب والفن والرياضة والثقافة، لا أريد أن أشكو من أن آخر مستشفى شيّد في أول الثمانينيات، ولا أريد أن أقول إن آخر نادٍ رياضي أنشئ في أول السبعينيات على الرغم من تضاعف عدد السكّان من ذلك الوقت إلى اليوم، ولا أريد أن أقول إن شعب الكويت ينتظر 10 أعوام للحصول على مسكن خاص به، ولا أريد أن أقول إنه لا مسرح حديثاً في الكويت إلا مسرح قصر بيان الخاص بالاحتفالات الرسمية، ولا أريد أن أشكو من سوء المناهج، ولا أريد أن أنتقد فقر أغنى دول العالم، ولا أريد أن أخشى ألا يكتمل المقال بسبب انقطاع الكهرباء وتعطل الكمبيوتر، ولا أريد أن أقول إن الدولة توقفت عن عملها كدولة منذ أمد بعيد.لهذا أريد أن أكون كاتبا متميزاً ويا ليتني كذلك.خارج نطاق التغطية:السيد محمد رضا الشيرازي رحمه الله عالم دين شاب عاش سنوات طويلة في الكويت، رسّخ وصوّر حقيقة عالم الدين المنصرف عن السياسة ودهاليزها بدينه وعلمه فقط دون إقحام للمصالح والأمور التي تتفنن فيها تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية، نسال الله أن يتغمد المرحوم بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنّاته.