قنابل موقوتة بيننا
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
حسب علمي فإن الحكومة لم تقم بتجنيدهم وإرسالهم إلى أفغانستان والعراق كما يفعل بعض الجماعات، ولم تجمع التبرعات لتمويل عملياتهم بحجة الجهاد كما يفعل بعض الجمعيات الدينية، ولم تمجد طالبان ولم تسم بن لادن «شيخنا» كما سماه النائب السابق وليد الطبطبائي، ولم تحرض الطوائف على بعضها ولم تهدد بمراقبة الحسينيات كما فعل ثوابت الأمة ومحمد هايف، ولم تحارب الجمال والفرحة والبسمة والوردة الحمراء كما تفعل لجنة الظواهر الدخيلة، ولم تطعن بأشراف الناس باسم الدين فقط لأنهم خالفوها بالرأي كما فعلت جمعية الإصلاح. إن عملية «غسل الدماغ» التي خضع لها هؤلاء الشباب هي إحدى نتائج الصحوة الإسلامية المزعومة التي يتكسب منها التيار الديني في كل انتخابات، فأصبحوا قنابل موقوتة تمشي بيننا. نقول ذلك ونحن نعيش مرفهين في دولة لا يوجد بها فقراء بالمعنى الصحيح، ولا توجد فيها بطالة حقيقية، فما بالك لو أيقنا أن نصف الشعب الكويتي أعمارهم تحت الأربع وعشرين سنة وأن خلال العشرين سنة المقبلة على الاقتصاد أن يخلق أكثر من ثلاثمئة ألف فرصة عمل؟ إنها كارثة تلوح في الأفق ما لم نفعل شيئاً حيالها.Dessertإذا استمرت إدارة البلد كما هي في ظل إيصال نواب إلى مجلس الأمة يرفعون الشعارات العاطفية التي تدغدغ مشاعر الناس تجاه الدين، واستبعاد المرشحين أصحاب الرؤى والحلول العملية للتنمية والتعليم والصحة والاقتصاد، فإن البلد بأكمله سيتحول إلى قنبلة موقوتة.