خذ وخل: حليمة وهزيمة المنتخب!

نشر في 08-02-2009
آخر تحديث 08-02-2009 | 00:00
 سليمان الفهد لم أضحك أبداً حين وردتني رسالة نصية، إثر هزيمتنا من المنتخب العماني؛ نزعم أن بحلقة شباب المنتخب في الطلة البهية للإعلامية «حليمة بولند» هي السبب في الهزيمة! ومرد عدم ضحكي «للتشنيعة» يكمن في أن القيمين قد يضعون اللوم على كاهل «حليمة».

يحيرني أن علاقتي بكرة القدم الكويتية ثابتة ومتوقفة عند زمن المنتخب الوطني الذهبي الذي كان أول فريق عربي خليجي يصل إلى دورة مسابقة كأس العالم عام 1982 في إسبانيا. من يومها: وجدتني أنأى بنفسي عن مشاهدة مباريات المنتخب، ربما كي أحافظ على صورته البهية المدججة ببطولتي كأس الخليج، وكأس آسيا مرات عدة! ذلك أن المنتخب الوطني لم يتمكن ثانية من الوصول إلى مسابقة كأس العالم، فبدا حضوره العالمي كما بيضة الديك اليتيمة التي لم تتكرر أبداً! وقد تقتحم موسوعة «غينس» للأرقام القياسية من نافذة المرة الوحيدة التي وصل بها المنتخب إلى استاد كأس العالم!

في مباراتنا مع المنتخب العماني الفروسي لكأس الخليج الأخيرة، عدت بذاكرتي إلى بداية هذه المسابقة، حين كان المنتخب العماني وليداً غضاً نصيبه الإخفاق! لكن هذه النتيجة لا تضيره آنذاك، لأن الفرق المنافسة تفوقه خبرة ولياقة وتدريباً... إلخ. وبعد مرحلة تكوين المنتخب العماني التي لا أزعم معرفة بتفاصيلها، تمكن من أن يكون نداً للمنتخبات التي كانت تستحوذ على الكأس، وتكاد تحتكر الفوز وتجعله حصريا لها وبها!

وأذكر أن الكاتب الصحافي الكبير محمود السعدني شفاه الله استشرف -بحسه الكروي المرهف- فوز المنتخب الوليد بالكأس إثر عقد من السنين، ولعله سيكون فرس السبق الفائز الذي يراهن عليه في العقد الكروي القادم، كما تبدى ذلك في الأداء الجماعي المتقن، تماماً كما هو الأداء المدهش لأعضاء الفرقة السيمفونية السلطانية من الجنسين! فالبلد الخصب القادر على ولادة مبدعين في العزف والتأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا السيمفونية: قمين به أن ينجب أشبالا كرويين، طالت قاماتهم لتكون نداً للمنتخبات الخليجية التي استأثرت بكأس الخليج طوال تاريخه! والحق أن المنتخب العماني كان يستأهل الفوز على المنتخب الكويتي بجدارة.

ومن هنا لا معنى مطلقا لإشاعة وإذاعة الأسطوانة المشروخة، التي تعزو إخفاق المنتخب وهزيمته، إلى سوء خطة المدرب والمدير الفني، وفشلهما في تحقيق الفوز المبين! فدوماً: ثمة عامل خارجي يعلق على كاهله سبب الإخفاق والهزيمة والفشل. ولا يعدم المنتخب المهزوم من إيجاد ذريعة تتحمل عنه وزر الهزيمة وتبعاتها: فحيناً يكون الحق بسبب سوء الأحوال الجوية ورداءة الطقس، وحيناً أخرى من جراء سوء إدارة الحكم و«انحيازه الأقرع» المكشوف فقط للفريق الخاسر، وما إلى ذلك من مبررات «يبربر» بها القيمون على الكرة إخفاقهم الأزلي المؤبد!

من هنا: لم أضحك أبدا حين وردتني رسالة نصية، إثر هزيمتنا من المنتخب العماني؛ نزعم أن بحلقة شباب المنتخب في الطلة البهية للإعلامية «حليمة بولند» هي السبب في الهزيمة! ومرد عدم ضحكي «للتشنيعة» يكمن في أن القيمين قد يضعون اللوم على كاهل «حليمة» وبمعيتها رابطة المشجعين الذين لم يحسنوا شد الأزر والتشجيع!

back to top