ليس مهما في ميدان السياسة، كما هي الحال في ميدان الحياة العامة، من يضرب الضربة الأولى ،بل المهم من يستطيع أن يحافظ على أكبر عدد من النقاط، وأفضل الامتيازات في نهاية اللعبة.

Ad

أميركا يا إخواني بنوكها في حالة إفلاس، وربيبتها إسرائيل مات كل ملوكها ولم يبق من حكامها إلا مشروع إدارة شركة متعددة الجنسية مرشحة للانكشاف أمام الفساد، وإعلان إفلاسها كما يحصل الآن مع البنوك الأميركية، وهي المرشحة للفناء الذي تحمل بذوره في داخلها كما يقول إبراهام بورلاغ رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق!

وأميركا يا إخواني، وحسب كل استطلاعات الرأي، وطبقا للمعلومات المؤكدة التي نمتلكها من بعض كبار القوم ممن هم على علاقة وطيدة مع حكامها، ليست بصدد، ولا هي قادرة في ظل الظروف الراهنة على شن حرب جديدة، لا ضد إيران ولا ضد أي أحد في الكون، والسبب الرئيسي هو إنهاك جنودها وجنرالاتها وإنذار العسكر والمدنيين على حد سواء، وفي طليعتهم غيتس ورايس، الرئيس بوش بعدم الإقدام على أي مغامرة جديدة، لا بل إن ثمة من يؤكد من هؤلاء الكبار بأن غيتس إنما أخذ تعهداً من بوش بعدم شن حرب جديدة حتى يقبل بتسلم وزارة الدفاع من سلفه المستقيل!

وإن جميع اللاعبين الأساسيين في المشهد الدولي والمتجرئين منهم على أميركا في ظل انحسار نفوذها في قرارهم لملء الفراغ الذي تركته هنا أو هناك باتوا مجمعين بأن زمن القول الواحد والحكم الواحد والأمر الواحد للعالم قد ولى، وبالتالي لابد من العمل بكل مسؤولية وجرأة على تدعيم قرارات الاستقلال الوطني والعمل مع أكثر من لاعب دولي وإقليمي لاجتراح الحلول المناسبة لكل قضية، وجعل أميركا أمام الأمر الواقع بل أمام الجدار، إما أن تقبل بمعادلة جديدة للنظام الدولي، تكون فيها الموازين والمقادير كاشفة لحقيقة الأوضاع الجديدة، وإما أنها ستكون مرشحة للخروج من اللعبة بأغلى الأكلاف كقدر محتوم، ليس أقلها على طريقة الاتحاد السوفييتي السابق الذي ظل يكابر ويكابر حتى وافته المنية دون أن يترحم عليه، حتى أقرب الناس إليه، حتى من أهله ورفاقه!

ولعلكم قرأتم أو سمعتم في الأخبار كيف أن الفرنسيين بدأوا يتكلمون ويشمتون بمقولة نهاية التاريخ الأميركية الشهيرة!

وليس مهما في ميدان السياسة، كما هي الحال في ميدان الحياة العامة، من يضرب الضربة الأولى ،بل المهم من يستطيع أن يحافظ على أكبر عدد من النقاط، وأفضل الامتيازات في نهاية اللعبة، لأن الفراخ يتم تعدادها في نهاية الخريف كما يقول المثل الإيراني الشهير!

إنه يوم البرزخ أو يوم المحشر أو سمّه ما شئت، لكنه في كل الأحوال هو يوم اقتراب ساعة الحساب والقيامة الأميركية!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني