خذ وخل : مولد سيدي أبوالنجوم !


نشر في 24-05-2009
آخر تحديث 24-05-2009 | 00:01
 سليمان الفهد • ذهبت عشية الجمعة إلى منزل الشاعر «الفجومي: أبوالنجوم» المعروف باسم: أحمد فؤاد نجم لتهنئته بميلاده الثمانين، وفوجئت بالحاضرين يباركون لي نجاح المرشحات الأربع في انتخابات مجلس الأمة، حتى شعرت بحق بأن هذا النجاح هو، بمعنى من المعاني، نجاح للمرأة العربية في كل مكان! ربما لأن الأخيرة تعاني نفس الميز والعسف وغياب حقوقها المشروعة، من هنا لم يكن بدعا فرح الصبايا والشابات والكهلات، اللواتي وجدن في عيد «أبو النجوم»، بوصول المرأة الكويتية إلى قاعة عبدالله السالم، والتربع على كرسي عضوية البرلمان الكويتي.

وفي سياق الفرحة ذاتها تلقيت تهاني عدة، بجل اللهجات العربية المشرقية والمغاربية على حد سواء! من هنا أيضا صار عيد ميلاد الشاعر الفذ متتوئما مع عيد ميلاد المرأة الكويتية، إن لم أقل عيد البلاد كلها. لأن نجاح أربع نائبات- بالصلاة على النبي- مرة واحدة، بمنزلة عيد جديد للبلاد!

وقد شاء «أبوالنجوم» المحتفى به بميلاده الثمانيني، من عمره المديد بإذن واحد أحد، أن يكون مناسبة حميمة شفافة ريانة بالبهجة للاحتفال بالمناسبتين! ولذا صار صاحبنا يتلقى التهاني والأحضان والقبلات كرمى لذكرى ميلاده، وصار العبد لله ذات نفسه يتلقى الطقوس ذاتها كرمى لحضور النائبات الأربع في مجلس الأمة... اللهم زد وبارك.

• والحق أن عيد ميلاد «أبوالنجوم» ليس مجرد سهرة من سهرات أعياد الميلاد التقليدية، يهرع إليها المريدون متأبطين هداياهم الرمزية، ومشاعرهم الدافئة المتدفقة الحميمة، ومن ثم يتحلقون حول «تورتة» عيد الميلاد منشدين «سنة حلوة ياجميل» وما إلى ذلك، ذلك أن المناسبة الخاصة بدت لي أقرب ما تكون إلى «المولد» الذي تشهده حواضر مصر طوال العام للاحتفاء بأولياء الله الصالحين! ذلك أن «أبوالنجوم» بات يشكل حالة اجتماعية إبداعية يختلف إليه زوار القاهرة ويزورونه في منزله في جبل «المقطم» حيث ضريح إمام العاشقين الشاعر الصوفي «عمر بن الفارض» رحمه الله، بحيث إن منزله ليلتها احتضن عينة ممثلة للشعب المصري بأطفاله وصبيانه وشبابه وكهوله وعواجيزه من الجنسين، فالحضور أزعم أنه اختزل الشعب ممثلاً في جموع المريدين الذين احتشدوا للاحتفاء بسفير الفقراء، والناطق الشعبي بلسان وضمير مصر المحروسة، والمفرح ليلتها بالنسبة لي، حين سمعت الشباب (من الجنسين) جميعهم، يحفظون أغانيه كافة عن ظهر قلب، ويتغنون بها جماعة زلزلت جدران الشقة «في عشق مصر المحروسة- حبه عين العرب ونبض قلبهم الحي» بحسب «أبو النجوم» نفسه في مقدمته لديوان الأعمال الكاملة الصادرة عام 2005- دار ميريت للنشر. وكأن الأغاني التي أبدعها منذ أربعين سنة قد ولدت لتوها، لأنها مابرحت تحمل شحنة التحريض وشعلة التنوير وتجسد نبض الشارع في الألفية الثالثة، وأحسبني لا أغالي إذا ذكرت بأن صاحبنا لن يكف عن إبداع الشعر، ما دام فيه الرمق، لأنه يتننفس الشعر كالهواء:

«ح نغني دائما

ح نغني

ونبشر بالخير ونمني

ونلف الدنيا الدواره

على صوت النغمة الهدارة

ومعانا المشرط والبسلم

في الكلمة الصاحية النوارة

هو احنا كده، وحنبقى كده

ماشيين، عارفين، مع مين، على مين:

دايما واضحين. مش بين دا ودا

هو احنا كدة!».

وختاما أقول: «أبوالنجوم» دشليون مبروك لنا ولك.

back to top