رسالة اعتذار إلى رسول الله!

نشر في 17-11-2008
آخر تحديث 17-11-2008 | 00:00
 محمد صادق الحسيني معذرة أيها المجاهد المحرر سلطان العجلوني، معذرة يا شيخ المحررين من المقاومة الإسلامية أخي المجاهد عبدالكريم عبيد، معذرة يا عميد الأسرى المحررين الأخ المناضل سمير القنطار، معذرة يا عظماءنا الأسرى المحررين جميعا ورحمة الله وبركاته!

معذرة يا شهداءنا الأبرار من الأسرى المنسيين جميعاً بأسمائكم ومقاماتكم المجهولة لدينا للأسف الشديد، لكنها معروفة للبارئ تعإلى والتي هي في علّيين بالتأكيد!

معذرة يا أبطال الجهاد، ورواد العمل الفدائي جميعا، معذرة أيها القسّام، معذرة عبد القادر الحسيني، معذرة أبا جهاد خليل الوزير، معذرة يا شيخ أحمد ياسين، معذرة يحيى عياش، معذرة فتحي الشقاقي!

معذرة أيها الشيخ المؤيد والسيد المسدد بإذن الله الزعيم العربي حسن نصرالله، عندما يصبح زمن حوار الأديان وثقافة الحوار مع العدو سببا «يجعل منك غريبا ومغيباً ولو جسديا عن جماهيرك وأمتك فيما يكرم القتلة والمجرمون وعملاء العدو من أمثال سمير جعجع، ويستقبلون في القصور الرئاسية» كما يقول الإعلامي والمناضل الكبير حمدي قنديل!

معذرة يا أرضنا العربية والإسلامية من الفرات إلى النيل، معذرة أيتها القدس العزيزة والغالية، معذرة يا فلسطين الحبيبة فنحن منشغلون عنك جميعاً بالحوار بين الأديان الكافرة بك وبثقافة السلام مع عدوك وعدونا، تمهيداً للتخلي النهائي عنك في الاحتفالية القادمة لهذا الحوار في ذكراه السنوية!

وأخيرا وليس آخراً معذرة يا رسول الله، ويا حبيبه وسيد خلقه وخاتم رسله، فنحن منشغلون عن ذكرك وذكر سائر الأنبياء وأولي العزم من قبلك، وكذلك عن التسبيح بحمد ربنا وربك، بالتسبيح بحمد أرباب التطبيع وثقافة حوار الأديان الكافرة بحق الشعوب وثقافة السلام الزائفة، وأننا أصبحنا «من أمة مهند بعد أن كنا من أمة محمد» على حد قول الإعلامي الكبير حمدي قنديل!

كنت ليلتها في العاصمة العمانية مسقط أستمع إلى شاب في الثلاثينيات من عمره من ولد أحد كبار المسؤولين العرب، وهو يناجي ربه ويعتذر له ويطلب الغفران منه، بأنه لم يقم بواجبه في الدفاع عن الرسول الكريم محمد بن عبدالله وعن آل بيته الكرام كما يجب، في زمن تتم محاربتهم على منابر أرباب الحداثة الأوروبية، فيما العرب والمسلمون ساكتون خاملون رغم امتلاكهم المال الوفير والتقنية الكافية للدفاع عنهم بأفضل وأكرم الطرق والأساليب!

وعندما عدت إلى الفندق فإذا بي أولا أسمع من فضائية «جديد» اللبنانية تسجيلا للإعلامي الكبير حمدي قنديل وهو يناجي ربه بخصوص مفارقات الزمن الرديء حول تغييب القادة المجاهدين وتكريم القتلة والمجرمين من قبل رؤسائنا وحكامنا كما قال!

ثم أستمع ثانياً إلى عميد الأسرى الأردنيين سابقا المجاهد المحرر سلطان العجلوني، وهو ينقل لنا عبر قناة «الجزيرة» قصة عبوره نهر الكرامة والعودة إن شاء الله، واشتباكه وعراكه الفذ مع عدد من الجبناء والمرعوبين من عتاة المغتصبين للأرض والحقوق من الصهاينة المجرمين!

ثم استمعت ثالثاً إلى نشرات الأخبار وهي تنقل لنا أنباء انعقاد ذلك «الحوار» النيويوركي الأبتر، والمليء بالشبهات والموغل في الإيذاء والممعن في تحريك الجراح وإشعال نيران الغضب في نفوس الشباب من أعالي جبال الأطلس إلى سواحل جاكارتا!

فكانت هذه المناجاة وكان لابد من هذا الاعتذار من رسول الله، ومن سائر أنبياء الله الذين ما جاؤوا إلا لإحقاق الحق وتطبيق العدالة، فإذا بشرائعهم تتحول إلى وسيلة لشرعنة الاغتصاب والقتل والعدوان والإرهاب المنظم والعفو عن المجرمين والجناة وإدانة المجاهدين والفدائيين!

رحم الله أبا عمار كم حذّر مما كان يسميه بالزمن العربي الرديء! ورحم الله أبا جهاد خليل الوزير كم كان يحذرنا من الاستسلام إلى ما كان يسميه الجنرال «قنوط» أو الجنرال «يأس» ونحن نتابع حركة النظام العربي الرسمي! ورحم الله الإمام الخميني الكبير وهو الذي نبهنا مبكرا مما كان سماه بالإسلام الأميركي!

وها نحن في زمن التحديات العظمى إياها، ولكن هيهات أن يدخل إلى قلوبنا اليأس أو القنوط أو الاستسلام أو يساورنا شك ولو للحظة واحدة بأن ما جرى في نيويورك هو الحوار الذي أمرنا به ربنا، فما بيننا وبين الغاصب والمحتل والقاتل والمجرم لا يحسمه إلا الميدان وساحات الوغى وميزان العدل الإلهي وقانون «العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم»!

فالذي علمنا الحوار والجدال بالتي هي أحسن، علمنا هو أيضا بأن الله إذا ما غضب على قوم بلاهم بالجدل، وأن الظلمة والمجرمين والغزاة والمحتلين ما لم يجنحوا للسلم حقا فإن قانون التعامل معهم حسب الإسلام المحمدي الأصيل هو: «قاتلوهم حيث ثقفتموهم... » ولاغير! وهو بالمناسبة نفس القانون الذي يستخدمه حلف الأطلسي اليوم حسب بنده السابع مع أعدائه بكل حزم وصرامة ولا غير!

فعذراً يا رسول الله إن اختار أحد من بيننا سبيلا غير سبيلك! لكن أملنا يا رسول الله لايزال قويا في عامة أمتك وخيرة محبيك البررة من أبنائك، الذين يبقى الرهان عليهم وعلى الجماعة من أتباعك وشيعتك ممن لايزالون على درب ذات الشوكة سائرين، لا يهمهم من خرج غافلا أو متغافلا عن درب جهادك وجهاد إخوتك من أنبياء الله الصالحين، لاسيما أولي العزم منهم، وفي مقدمتهم موسى وعيسى عليهما وعليك وعلى آل بيتك وأصحابك المنتجبين السلام!

اللهم اشهد بأننا براء مما شهدته نيويورك، وما أدراك ما نيويورك؟! ونعتذر من أنبيائك ورسلك جميعا، ومن رسولك ونبيك الخاتم بشكل خاص لتقصيرنا، وعهداً علينا أن نسير على درب القسّام، وعبدالقادر الحسيني، وأبي جهاد الوزير، وأبي علي إياد، ويحيى عياش، والشيخ ياسين، وفتحي الشقاقي، وسمير القنطار، وأبي هادي نصر الله، ومن معه من المجاهدين إلى قيام يوم الدين، اللهم فاشهد وعذرا يا رسول الله مما فعله...!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني

back to top