كلمات عاجلة إلى معالي وزير الداخلية!

نشر في 08-05-2008
آخر تحديث 08-05-2008 | 00:00
 د. ساجد العبدلي

سيدي معالي الوزير: إن فئة من البدون قد أفنت عمرها في خدمة وزارة الداخلية وهذا الوطن، ولم تنه خدماتها لأي سبب يخل بولائها لأعمالها وللكويت إنما لأنها بلغت السن القانونية، ولا أظن أنك تختلف معي بأنه ليس لها من جزاء أقل من أن تنال حقوقها المالية كاملة غير منقوصة.

معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد: تحية طيبة وبعد،،،

لم يسبق لي أن التقيت بمعاليكم إلا مرة واحدة، من خلال استضافتكم الكريمة لي من خلال وفد اللجنة الشعبية لقضايا البدون في مكتبكم، وبالرغم من أنه كان لقاء سريعا في حساب الوقت فإنه كان لقاء مكثفا وعميقا، استطعنا من خلاله أن نعرفك، ليس على صعيد رؤيتك كوزير للداخلية لقضية البدون وللقضايا الأمنية الأخرى، إنما على صعيد تعاطيك مع هذه الأمور من الناحية الإنسانية وبحس الرجل الوطني الصادق، وكذلك على تقديرك الكبير لأبناء هذه الفئة خصوصا من العسكريين الذين تزاملوا وإياك حينما كنت عسكريا في الميدان، ولاتزال كلماتك ووصفك لتلك المشاهد ترن في أذني.

معالي الوزير، سبق لي أن كتبت عنك أكثر من مرة في هذه الزاوية، وأدرك تماما أنك تعلم ذلك من خلال متابعتك وحرصك على متابعة ما يكتب حول وزارة الداخلية في كل الصحف والزوايا، لذلك فأنا أعرف أنك تعلم أني لم أكن دوما على اتفاق مع سياساتك، وأني عارضت بعضها وبشدة، ولكنني بقيت دائما على إيمان بأنك من أولئك الرجال الذين يتحرون الحق ولا يقبلون الظلم، ومن أولئك الذين يسعون بقدر ما يستطيعون وبقدر ما تتيح لهم الظروف أن يقدموا شيئا لهذا الوطن.

سجل أعمالك منذ تسلمك لحقيبة الداخلية، وبغض النظر عن مدى اتفاقي أو اختلافي مع أسلوبك ومنهجيتك في العمل، لا يشي إلا بأنك لست من الرجال الذين طلبوا كرسي الوزارة ليضيف لهم، إنما من أولئك الذين جاؤوا فأضافوا إلى الكرسي وأعطوه الكثير.

معالي الوزير، قال الله عز وجل على لسان نبيه في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»، وكلي يقين بأنك ممن يكرهون الظلم ولا يقبلونه على أحد من الناس.

تتعرض اليوم فئة من منتسبي وزارة الداخلية من الإخوة البدون لإشكالية محيرة تثير الكثير من الاستغراب. هذه الفئة وبعدما بلغت السن القانونية ووصلت إلى إنهاء الخدمات، فوجئت بأن الشؤون القانونية في وزارة الداخلية قررت ألا تصرف لها جزءا كبيرا من مكافأة نهاية الخدمة، حيث تم حساب هذه المكافأة استنادا إلى الراتب الأساسي فقط، أي ما سيخصم قرابة ثلثي المبالغ المستحقة لهم. الغريب وغير المنطقي في المسألة، أن زملاءهم ممن سبقوهم قد استلموا حقوقهم المالية كاملة غير منقوصة بناء على آخر راتب، بل إن زملاءهم في وزارة الدفاع وحتى اللحظة يستلمون هذه الحقوق المالية كاملة بالإضافة إلى راتب شهرين كمكافأة تقدير، فلماذا هؤلاء فقط يا ترى؟!

سيدي معالي الوزير: إن هذه الفئة قد أفنت عمرها في خدمة وزارة الداخلية وهذا الوطن، ولم تنه خدماتها لأي سبب يخل بولائها لأعمالها وللكويت إنما لأنها بلغت السن القانونية، ولا أظن أنك تختلف معي بأنه ليس لها من جزاء أقل من أن تنال حقوقها المالية كاملة غير منقوصة.

سيدي معالي الوزير: أخاطب فيك اليوم حسك الإنساني وبصيرتك الموضوعية، وكلي ثقة بأنك قادر على اتخاذ القرار الصائب في هذه المسألة. وفقنا الله جميعا لخدمة هذا الوطن.

back to top