الإبداع... هو القدرة على ابتكار الجديد. وحسب المفهوم باليابانية هو إنتاج شيء جديد يتصل بمجال اجتماعي محدد ويتصف بالأهمية والفائدة، أما دولياً، فالإبداع هو أي مشروع لتعبئة الطاقات في سبيل الإتيان بالجديد المختلف. وبعد تلك التعريفات، اخترت بعضا مما قرأت من أحداث إبداعية خلال الأسبوع الماضي، أما القصة الأولى، فهي قصة «إبداع أكاديمي» لخدمة المجتمع، وهي عبارة عن مشروع إعلامي توعوي أصدره مركز تقويم الطفل في الكويت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لخدمة ذوي صعوبات التعلم. المشروع عبارة عن عمل إلكتروني وثائقي وتفاعلي، هو الأول من نوعه في العالم العربي، يركز الفيلم على أهمية التقييم المبكر لدى الطفل، وأهمية مرحلة اختيار ولي الأمر للمدرسة المناسبة للطفل الذي يعاني صعوبات في التعلم، أما عناصر الفريق الإبداعي فهم الأساتذة الجامعيون؛ جاد البحيري، ونبال بورسلي، وشارلز هاينز، والمخرج المبدع يعرب بورحمة، ومديرة المركز السيدة فاتن البدر. وقد ساهم بالدعم المالي «صندوق الوقف الصحي»، وبالخبرات المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة. حقيقة، المجهود رائع، وأنصح أولياء الأمور المهتمين جميعهم بمتابعة القدرات التعليمية لأبنائهم والحصول على نسخة منه.

Ad

والقصة الثانية تتمثل في «إبداع دولة عربية»، لها دور رائد في تأسيس «الاتحاد من أجل المتوسط»، واهتمام خاص بالتعاون العربي الأوروبي في إطار البحر المتوسط وقامت بدور مركزي في العالم العربي لتأسيس الشراكة

الأوروبية-العربية، فمنذ عام 1995، تسعى «مصر» إلى تطوير اتفاق برشلونة حتى جنت الدول المتوسطية الثمار هذا العام. والإبداع المصري مستمر في تطوير العمل الاقتصادي العربي، استعداداً للقمة الاقتصادية العربية المرتقبة في الكويت.

أما القصة الثالثة، فهي قصة فيلم جريء وجميل بشأن التعايش بين الأقباط والمسلمين في مصر، وهو فيلم «حسن ومرقص»، الذي تدور حبكته الدرامية حول رجل دين مسلم «عمر الشريف»، وآخر مسيحي «عادل إمام»، يضطر كل منهما إلى التخفي وراء عباءة الآخر، هرباً من ملاحقة متطرفين من الجانبين، ليكشف الفيلم في نهاية المطاف أن عوامل التشابه بينهما تفوق بكثير تلك الاختلافات التي يسعى المتشددون إلى إبرازها. الفيلم بكل بساطة، عمل فني ودرامي قوي... وإبداعه يكمن في تسخير السينما لتكريس حوار شيق بين الأديان.

القصة الأخيرة... مشروع تصوير ملايين الكتب، وعرضها على الإنترنت، وذلك عن طريق تحويلها إلى كتب رقمية، المشروع تقوم به شركة «غوغل» وتسعى إلى توقيع عقد مع مكتبة «بيركلي» لتصوير ثلاثة آلاف كتاب يوميا، لتحولها إلى مادة رقمية، فهل يجد مشروع كهذا اهتماماً من الطاقات الإبداعية العربية، قبل أن نغرق في الطوفان المعلوماتي الإلكتروني القادم؟

كلمة أخيرة:

كلمة عتب ومحبة لسفير الكويت في كندا يوجهها طلبة الدراسات العليا في تورونتو لدعوته إلى الاهتمام بطلبة منطقة «أوتاوا» الأقرب إليه «جغرافيا»... و«أهل تورنتو» يدعونه إلى زيارتهم.