إن ما حدث من منازلة الـ«صقر» و«المخلص» لا يتجاوز كونه «لعباً» في الوقت الضائع، واستنزافاً لطاقاتيهما بلا طائل، دون أن يتمكنا من الانتقال إلى مرحلة «الاحتراف» الحقيقية التي تحقق لهما الشهرة والمجد الحقيقي لدى الجمهور العريض، ونفعا حقيقيا للبلد والناخبين.

Ad

في الأمس التقى رأسا حربة تنظيمين سياسيين في موقعة أو مباراة «الداو» التي جرت أحداثها في قاعة عبدالله السالم بين صقر «حدس» النائب جمعان الحربش الذي خطف في الانتخابات البرلمانية الأخيرة المقعد عن جدارة في الدائرة الثانية الصعبة التي امتدت في تعديل الدوائر الخمس إلى عمق الدوائر الداخلية، وعلى الجانب الآخر من المباراة وقف «مخلص» المنبر الديمقراطي النائب صالح الملا الذي «شربكها» في مرمى الدائرة الثالثة وكذلك فاز بالمقعد.

وخرجت مباراة المشادات الكلامية فاترة، وتحصيل حاصل، وبدا الجمهور غير معني لأن البطولة على كأس من «تنك»، ولأنه يعلم أن اللاعبين يستعرضان لكسب الاستحسان ولتحصيل مجد زائل... فصفقة «الداو» قُبرت وفصولها ستمتد إلى سنوات في المحاكم الدولية، ولجنة التحقيق البرلمانية لن تخرج بتقرير في المستقبل القريب، هذا إذا امتد عمر المجلس الحالي لإنجازه.

لم يتمكن رأسا الحربة «الشابان الناشئان» في تنظيمي «حدس» و«المنبر» من تحقيق شيء يذكر بخلاف تبادل الاتهامات وتجريح بعضهما بعضاً، بينما كان الجمهور في وادٍ آخر تتقاذفه أزمة أوضاع البلد المستعصية التي تزداد صعوبة. فالناخبون، خصوصا الشباب منهم، ممن دعموا الحربش والملا من قاعدتي تنظيميهما ومناصريهما كانوا ينتظرون نقلة نيابية وسياسية من الجيل الجديد في المجلس الذي ينتميان إليه.

فـ«صقر» حدس غارق في تناقضات القضايا التي يتناولها، فضلاً عن انتقاله من قضية إلى أخرى دون أن يقفل ملف القضية التي فتحها منذ أن بدأ بملفات هيئة الصناعة وغلاء الأسعار وأوضاع الجيش وخلافه، وحتى الجدل الذي ثار حول لجنة الظواهر السلبية كان هو أحد أركانه، كما بدا موقفه في بداية طرح قضية «الداو» كمن يعارضها أو يشكك بها، والمفارقة اليوم أنه يريد أن يستجوب من ألغاها لدواعٍ تهمّ سمعة تنظيمه وممثله السابق في الحكومة الوزير محمد العليم!

و«مخلص» المنبر مازالت بوصلته موجهة إلى القطاع النفطي الذي أتى منه! ونراه يراوح ما بين «المصفاة الرابعة» و«الداو»، أما ما يبحث عنه مريدوه الذين كانوا يتطلعون إلى التغيير بأداء شبابي مختلف، فلم يجدوه بعد ثمانية أشهر من دخوله إلى المجلس.

لذا، فإن ما حدث من منازلة الـ«صقر» و«المخلص» لا يتجاوز كونه «لعباً» في الوقت الضائع، واستنزافاً لطاقاتيهما بلا طائل، دون أن يتمكنا من الانتقال إلى مرحلة «الاحتراف» الحقيقية التي تحقق لهما الشهرة والمجد الحقيقي لدى الجمهور العريض، ونفعا حقيقيا للبلد والناخبين.