الديمقراطية ليست انتخابات فقط

نشر في 16-05-2009 | 00:00
آخر تحديث 16-05-2009 | 00:00
 أ.د. غانم النجار تنتهي اليوم الانتخابات البرلمانية رقم 13، وهي انتخابات تباينت فيها الرؤى والآراء، إلّا أنّ ثمة إجماعاً يكاد يكون ملحوظاً على أنها باهتة، وثقيلة دم، وربما كئيبة، ونريدها أن تنتهي.

سيأتينا الغدُ بأسماء نواب جدد وقدامى، وسيخفّ الحمل على الهواتف النقالة، وتختفي الرسائل النصية التي تصل إلينا بدون استئذان.

ولعل أكثر الملاحظات أسفاً كان أسلوب التشهير الذي ساد الساحة الانتخابية، إذ تحولت الحملة الانتخابية من التركيز على القضايا، إلى الإبداع في التشهير ببعض المرشحين، وأصبحت خاليةً من القضايا المهمة.

ولئن كان هناك إنجاز لانتخابات اليوم، وهو إنجاز تاريخي بامتياز، فهو في فوز المرأة، فلم يحدث أن تم إقرار الحقوق السياسية للمرأة وفازت بهذه السرعة، بدون دعم تشريعي أو سياسي مباشر كنظام الحصص «الكوتا»، وهكذا فإن فوز المرأة يضع الكويت في مقدمة الدول بهذه الجزئية، ويلغي السؤال التقليدي الذي يسأله الصحافيون الأجانب دائماً، «في رأيك، لماذا لم تَفُزْ المرأة؟»، ومع ذلك فإن فوز المرأة هو إحقاقٌ لحقٍّ في المشاركة السياسية، وتمثيل المجتمع لكلِّ شرائحه، وهذه هي البداية فقط.

والأمر الأهم من كل ذلك هو العيب التقليدي الذي يعيشه المجتمع السياسي في الكويت، إذ تتحول الديمقراطية إلى انتخابات فقط، ولا شيء غير ذلك، ويتم غض النظر عن محاسبة أولئك النواب الذين قصروا في أداء واجبهم، كما لا يتم التركيز على كيفية تحويل مجلس الأمة الى مؤسسة فاعلة، ولا نركز إطلاقاً على توسيع مفهوم الحريات العامة والخاصة، ونستمر في التعامل مع قوانين مخالفة للدستور، ولا تتكون لدينا حكومة فاعلة قادرة على التعامل والتعاون مع مجلس الامة بصورة تحقق الغرض الاساسي والمنشود من الديمقراطية، وهو ترشيد القرار السياسي بما يخدم الاستقرار والتنمية المستدامة.

إن مجرد الظن بأننا حالما ننتخب، فإننا نمارس الديمقراطية ليس إلّا وهماً، فالانتخابات ليست إلا واحدة من أدوات الديمقراطية.

مازال أمامنا طريق طويل لكي نستكمل شروط الديمقراطية الحقة، ويأتي فوز المرأة، وإجراء انتخابات دورية نزيهة مستقلة بمنزلة خطوات في ذلك الطريق، لا أكثر ولا أقل، وعلينا جميعاً نواباً وناخبين وحكومةً وقضاءً أن نسعى إلى استكمال النواقص، وإلّا فإنّ الانتخابات تصبح مجرد عرض علني لحالة المرض والاحتقان والتشرذم السائدة في المجتمع.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top