التعليم الملوث والعلم المسروق
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
المثال الثاني يتجسد في الحديث الدائر أخيراً بشأن توجه جامعة الكويت إلى تعيين عميد سبق أن أُدين من قبل لجنتي تحقيق بسرقة أبحاث علمية، وتعيين عميد آخر سبق أن تم فضحه إثر قيامه بسرقة مقالات صحافية، الأمر الذي حسمه مجلس الجامعة - «مشكوراً»- بقراره عدم تعيينهما في اجتماعه يوم الأحد الماضي، وقد تعمدت وضع كلمة «مشكوراً» بين قوسين لأنني سمعتها ضمن رد فعل بعض الأكاديميين والمهتمين بالخبر، وهو ما يبين- ولو بحسن نية- تلوث مفاهيم العلم والتعليم لدينا، إذ نتنفس الصعداء لعدم تعيينهما وحل إشكالية المناصب، بينما نرضى ببقائهما في الجامعة كمدرسين ونتجاهل إشكالية انتهاك قدسية العلم والتعليم. إذن نخلص إلى أننا نتيجة لتلويث مفهومي العلم والتعليم، لم يعد لدينا طالبو علم، بل طالبو شهادات، ولم يعد لدينا معلمون بل موظفون، ولم يعد لدينا أكاديميون، بل سُراق علم، وأصبح لدينا تجمع لحملة شهادات الدكتوراه حصل أعضاؤه على شهاداتهم من جامعات رديئة وفاسدة ويزايدون على الأكاديميين الحقيقيين بالعلم والتعليم، ويطالبون بتعيينهم في المؤسسات التعليمية لينعموا برواتب ومميزات أساتذتها، ويجدون نواباً في البرلمان يدعمون مطالباتهم.Dessert«مشكورة» نقولها لوزارة التعليم العالي لقرارها إيقاف الاعتراف ببعض الدكاكين التعليمية في مصر والبحرين، ونرجو ألا تكون الصفة المؤقتة للقرار مدخلاً للالتفاف حوله بعد أن تهدأ المطالبات، كما يجب أن ينسحب القرار على مزيد من الدكاكين في دول عربية وأجنبية أخرى.