مرشح الدائرة الثالثة والنائب السلفي السابق د.علي العمير الذي لا أستطيع أن أتذكر متى فاز لأول مرة في الانتخابات البرلمانية من شدة بروزه وقوة أدائه البرلماني، وشرفنا بطلعته البهية على الكرسي الأخضر، أتحفنا قبل أيام بتصريح صحافي خلط فيه الحابل بالنابل، مدعيا أن ما أسماه بالتيار القومي كان قد اختطف الكويت، حتى انبلج نور عصرهم الذهبي في نهاية السبعينيات حتى يومنا هذا.
د. العمير المتخصص في المختبرات والعلوم الكيميائية، يبدو أن معلوماته في التاريخ وتحديدا في تاريخ الكويت السياسي متواضعة، فالتيار القومي كان فصيلا من الحركة الوطنية الكويتية التي أنجزت بنضالها دستور 1962 الذي يتمتع هو به حاليا، ويرفل بحرياته وضماناته وحقوقه، والتيار القومي الذي يتحدث عنه عن عدم دراية هو من ضِمن الحركة الوطنية التي تصدت وتكاتفت مع السّلطة لتهديدات العراق من عبدالكريم قاسم، وكان لها أبلغ الأثر في موقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المؤيد للكويت في تلك الفترة التي كانت مصر تلعب فيها الدور الرئيس في العالم العربي. وكعادة التيارات الإسلامية والناطقين باسمها، فإنهم يستولون على منجزات الآخرين وينسبونها إليهم، ولكن المبكي المضحك في الوقت نفسه حينما يتكلم السلفيون عن الحريات العامة، وهم أهل هيئة الأمر بالمعروف، الذين لو تمكنوا لفتشونا قبل النوم وبعده وثلاث مرات بعد الأكل! وحقيقة أنا لا أعلم كيف لا يتوارون خجلا عندما يطرح موضوع الحريات؟ فالعمير ينسب قانون المرئي والمسموع للسلف والتيارات الدينية... وهي فرية، فمن صاغ وقدم القانون لأول مرة هو المرحوم سامي المنيس في عام 1997 وقد كلفني شخصيا بإعداده، ومن بعده قدّمه الى المجلس، كما أن التعديلات على قانون الصحافة مقدمة منذ عودة الحياة النيابية من النواب د.أحمد الخطيب ومشاري العصيمي وحمد الجوعان وغيرهم، وكانت تعطل الحكومة إنجازه، ولم يقر إلا عندما عدلت الحكومة موقفها منه، كما أن قانون أملاك الدولة هو ماركة مسجلة للنائب السابق أحمد السعدون وزميله مسلم البراك وكانت بنوده محل اختلاف شديد بينهما وبين زميلك الوزير أحمد باقر الذي كان يترأس اللجنة المالية البرلمانية حين تم بحثه فكيف تنسبه إلى تيارك؟! يا دكتور، عيب ولا يجوز، وأنت رجل أكاديمي سلفي أن تنسب لنفسك وتيارك ما لم تفعله، وأود لو يخبرنا العمير الذي يمجد دور المرأة ماذا كان تصويت النواب السلف على قانون منح المرأة لحقوقها السياسية، خصوصا أن نجاحه في المرة السابقة ارتكز على صناديق النساء من أمهاتنا وعجائزنا اللاتي تم سوقهن إلى مراكز الاقتراع، وإقناعهن بأن أقصر طريق إلى الجنة هو التصويت لملتحٍ!! جزاك الله خيرا! كما أن اختلاق الأحداث لا يمكن أن يمر، فما حدث في مؤتمر جدة من مطالبات الحركة الوطنية بزعامة المرحوم عبدالعزيز الصقر وزملائه كان هدفه الحصول على ضمانات مؤكدة بعودة الحياة الدستورية والمشاركة الشعبية وتضمينها في وثائق المؤتمر، وفي نفس الوقت كان أبناء الحركة الوطنية ومنهم الشهيد مبارك النوت يقدم حياته فداء للشرعية، وأسرار القبندي تستشهد وهي تقاتل جنود الاحتلال. وكان د. غانم النجار ومحمد أشكناني يتابعان ومعهما لفيف من أهل الكويت شؤون الصامدين وأسراهم، فيما كنتم أنتم تتداولون الفتاوى التي تحرم نزول قوات التحالف لتحرير الكويت على الأراضي المقدسة، وتبحثون الاقتراح العبثي بتشكيل الجيش الإسلامي لتحريرها، ففي أي الخنادق حاربتم ومن أي الجبهات ياالعمير؟ أما عن مقبور العراق صدام حسين فإن موقف رموز الحركة الوطنية كان ضده، وصفحات جريدة «الطليعة» طوال حقبة الثمانينيات، طالما عارضت حربه على إيران وتحملت التهديد والوعيد من أزلام مخابراته ثمنا لموقفها ذلك، ولا يمكن لأي منصف أن ينسى موقف د.أحمد الخطيب في حادثة مسجد شعبان لمنع مواجهة طائفية تقسم البلد، ودعم الوحدة الوطنية. يا العمير إذا كنت تعتقد أن كلماتٍ حاملة هذا الكم من المغالطات ستطمس الحقائق يمكن أن يصدقها الناس، معتمدا على ضعف ذاكرتهم، أو قلة اطلاعهم، فإنك واهم... بل مخطئ لأن الناس تعرف الحقائق، ولكن سطوة المال والنفوذ الذي تملكونه والمناصب، كلها تجعلكم، دون غيركم ودون تكافؤ للفرص بسبب أفرع جمعياتكم ولجانكم المنتشرة في كل مكان، موجودين، فضلا عن صناديقكم المشرعة جرابها لحصد الأموال دون حسيب أو رقيب إلا أخيرا وبخجل. فالناس بسبب هذا يسايرونكم ويطلبون ودكم، ولكن ساعة مواجهتهم لكم بما فعلتموه في البلد آتية لا ريب فيها، وإذا كان ما تدعيه من اختطاف ما تسميه بالتيار القومي للبلاد في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي للكويت، قد أثمر عن الاستقلال والدستور ومؤسسات الدولة الحديثة وزمن الريادة والتميز الكويتي في العلوم والرياضة والفنون والآداب والحداثة، وكل ما يحمله ذلك الزمان الجميل الذي يموت الناس شوقا إليه «فيا زينه من اختطاف». فهل لك بالمقابل أن تقول لنا: ما إنجازات حقبتكم الذهبية سوى المصائب والكدر وكآبة الأوضاع في البلد؟ أما أسطوانة الحفلات الماجنة والاختلاط وتغييب الهوية الإسلامية للكويت، فهي نشيدة قديمة يمكن أن تسوقها للمساكين من العجائز والبسطاء من ناخبيك، فالأغلبية سمعت وعلمت عما كشف عن تجارة رموزكم في لبنان ومساهمات راعي «المعكرونة والبلاليط» في شركاتكم المتعثرة! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
يا زينه من اختطاف يا العمير
04-05-2009